وصف الكتاب
المتتبع لأعمال الشاعر ",ميشال غِربنيكوف", يعرف أنه قد اخترق جدار اللغة وكوّن لنفسه لغة شعرية متميزة بصورها وأدواتها ومفرداتها الخاصة، في محاكاتها العواطف وحرارتها ونبضها، وهذا ما يمكن لحظّه دون شك بقدرة الشاعر على إعادة تشكيل المفردات ووضعها بصيغ واحتمالات تخدم الغرض الشعري. عن شعرية ",ميشال غِربنيكوف", يقول الناقد ",إسماعيل فقيه",: ",يكتب الشاعر ميشال غِربنيكوف قصيدته دون أن يتحسب لما بعد القصيدة، هذا التجاهل لما بعد القصيدة، جعل حروفها وكلماتها تأخذ مجراها في المسار المتدحرج، إلى أن وصل الكلام إلى ذروة الغياب الذي انطلق منه الشاعر، وأعتقد جازماً أن قصيدتك يا ميشال هي مرآة واقعية لعاطفة كبيرة، لا تحوكها السيدة المرأة فقط، إنما العاطفة بأسرها، لذلك وجب عليّ القول وأنا أقرأ في قصائدك هذه: لقد عمرت الكلمة وفي ظنك أنك تبوح بما يجيش في قلبك وروحك، وكأنك لم تدرِ أنك أنجزتَ هيكل الجنون الشامخ إلى ما فوق غيوم العاطفة",. في قصيدة تحت عنوان ",رمقٌ...", يقول الشاعر: .. تأخذك الألوان شكل العودة/في وجهك، /وتهرب من الوجوه الأخرى/ لتشكل الإطار للوحتك/ ينسحب الضوء من حولكِ/ ليسبل العتمة/ في كل ما ليس أنتِ.../ أراك بين الإنسان ونقيضه/ ترينني بين الصحراء والأفق/ وتهمسين لهذا السراب: ",اسمع،/ حين أرمقك تُصبح...",/ فتتنهدين لي: ",اُنْظُر!",. يضم الديوان أكثر من عشرين قصيدة تنتمي لقصيدة النثر نذكر من عناوينها: ",فريسة",، ",ليلة أولى",، ",لا تخافي من الأسف",، ",إلى متوحّشة",، ",نجمتان لرداء",، ",إلى صديقي مونيه",، ",أنشودة الدرب",... إلخ.