وصف الكتاب
رغم الفترة القصيرة التي عاشها الكاتب، وهي تسع وعشرين عاماً فقط، تمكّن من ترك إنتاج أدبي قيّم، جمع فيه الحيوية والجرأة وزخم التجارب. في هذين الكتابين، نجد ما جمع من كتاباته حول موضوعين أساسيين، هما الحرب، والحب الذي عايشه من خلال تجربته الشخصية الخاصة والتي على قصرها، كانت عميقة وغنية بالمشاعر وبالأحاسيس الصادقة، والتي عكست بحثه الفعلي عن المعرفة الخالصة في البحر الصاخب للعلاقة بين الرجل والمرأة، والتي تشكل أعقد العلاقات الإنسانية.
إلى جانب أعماله القصصية القصيرة الخالصة، ثمة ما أسماه الكاتب نفسه ",كتابة حرة",، وهي عبارة عن نصوص يفرض المعنى عليها شكلها، فطوراً هي مقالة، أو مذكرات أو سيرة أو رسالة، وتطغى عليها الشاعرية النابتة من أرض المعاش والواقعي.
في جرأة تثير الدهشة، وبأمانة الشاعر الصادق الأمين، عبّر الكاتب عما يجول في نفسه من أحاسيس، وما يشعر به من شغف وعاطفة، معبراً عن رؤيته العشقية، ببساطة العارف غير السطحية، وبحب غالبة فيه للحس الرومنطيقي على حساب الحقيقة العشقية.
بنفس الإحساس وبالطريقة نفسها التي كتب فيها عن الحب، نجد كتابة الجانب الآخر من موضوعاته، والتي كانت جزءاً من كتابته، وهي الحرب التي احتلت وجدانه، فعبّر عنها بمرارة، وبفرادة الأسلوب والرمز.
كتابان فيهما مزيج من الصدق والواقع والشاعرية، لكاتب لم يشأ القدر أن يمّكنه من غزير الانتاج.
يضم هذا المجلد مجمل القصص القصيرة التي أبدعها الكاتب العراقي الراحل حسن مطلك (1961-1990) صاحب الروايتين المعروفتين ",دابادا", و",قوة الضحك في أورا", حيث تشهد هذه النصوص على تميزه في القصة كما تميز في الرواية بحيث حاز على جائزتين وترجمت بعض قصص إلى لغات أخرى.
بعض القصص هنا قد سبق نشرها في الصحافة الثقافية أثناء حياة الكاتب وأغلبها لم يسبق نشره، فقام على جمعها وإعدادها شقيقه الدكتور محسن مطلك الرملي وقسمها إلى مجموعتين: ",الحب هو الركض على حائط", وهي القصص الخاصة بموضوعة الحرب، ومجموعة ",أبجدية حسن هوز", التي تناولت مواضيع شتى من بينها قضايا المرأة والحب والكتابة والتقاليد الاجتماعية والفن والفلسفة والوجود، مصاغة كلها بأسلوب ولغة حسن مطلك الرفيعين ورؤيته العميقة والخاصة والمرهفة تجاه كل ما يتطرق إليه.