وصف الكتاب
",سعولندني - سيرة الرجل الذي حمل ابنه في عقله", سيرة ساخرة كتبها الأديب السعودي ",ميقات الراجحي", أثناء إقامته في لندن يغوض فيها بالبنى الذهنية والمعرفية التي يقبع داخلها العقل العربي وخصوصاً السعودي داخل حدود وطنه وخارجها.
يقول المؤلف عن عمله هذا ",حاولت مناقشة الكثير من القضايا التي وجدت أنها قد تستحق. منها الفهم الغريب للسلم/ة، الخليجية - تحديداً - عن الرب وحدود علاقته فيما بين العبد والرب، ومنها المحاولات البائسة لنقل الثقافة المحلية",.
يمكن القول أن هذا الكتاب تجرية معيشة لكاتب مثقف متنور يتبع في كتاباته مزيجاً نقدياً معرفياً يتوقى من خلاله الواقع الفكري العربي في محاولة لفكفكة البنى الخرافية بروح شفافة ساخرة تتعمق في الحياة العادية، وتمنحنا صوراً واضحة عن التناقضات الغربية والعجائبية أحياناً التي يحياها الناس رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الذي طال مختلف أوجه الحياه.
وتحت عنوان: ",شعور بشيء ما", يقول المؤلف: ",... ها أنا أتسكع في لندن.. ضواحي لندن.. من شارع الى شارع.. من طريق الى طريق.. من حافلة الى حافلة.. من حديقة الى أخرى.. أحشر عيني في كل ما هو جديد بالنسبة لي.. لا أكترث بأي عربي.. خليجي.. سعودي يمر بالقرب مني، فليس في ملامحي هنا مهم شيء، فلا يكاد أحدهم يلحظ ذلك (...)",.
أيها الرب العالي .. الموجود في كل شيء .. أخرجه من رأسي سوف أكفر .. أخرجه . أكادُ أَجن عندما أكتب وهو بقربي أنه مستفِز .. أشعر به يدخل من فتحاتي .. كم هي فتحات جسدي ؟ كثيرة .. أنظر .! أنظر ماذا يفعل بي .! من منا الكافر أنا أم هو ؟ لا بد أن يدخل أحدنا النار ماذا عنه أيها الرب ؟ أريد ه أن يتعذب .
.. من هنا يضع إبليس ساقه اليمنى على اليسرى يراقب، أتخيله وهو ينظم حالة سير العصيان .. يراقب .. يتلذذ بشرب سيجارته .. بالمناسبة لا أدري هل إبليس يشرب السجائر .. لا بأس سأجعله يشربه فمثله صاحب ذائقة في المشاهدة لابد له أن يتابع بحب أليس كذلك .. إذن لنتفق من الآن إبليس يدخن .
ها هو ينظم سير المعصية ببراعة :
", لأغوينكم أجمعين ", .
أذكّرُه إبليس : ",إلا عبادك منهم المخلصين", .
يشعر بحرج، ويسألني ",أي خدمة ميقات ؟", .. فأتعوذ منه وأمضي . كنت سأقول له ",شكرا", فخفت من الله . اللهم قوي إيماني