جاء في القرآن الكريم، أن ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [سورة الكهف]... والمقصود بالزينة هنا - والله أعلم - هو الجمال المظهري الذي يدل على الرفاهية، ويعتبر المال هنا وسيلة وليست غاية، فالمال وسيلة لتحقيق الكثير من الأهداف الإجتماعية والإقتصادية وحتى السياسية.

ومن هذا المنطلق فقد قسم هذا الكتاب إلى تسعة فصول: يستهل الفصل الأول منها بشرح واف لأهمية التمويل والإستثمارات في عملية التنمية الإقتصادية والإجتماعية مع تحديد المواضيع والعناصر الأساسية ذات العلاقة بموضوع الكتاب، وجاء الفصل الثاني لمناقشة المصادر المختلفة لتمويل التنمية، وخصص الفصل الثالث لإستعراض حجم الزيادات المطردة وتراكم الديون الخارجية على الدول النامية وتعاظمها سنوياً.

وتم تقسيم الفصل الرابع إلى جزئين، يختص الأول بمسؤولية الدول النامية ومعرفة الأسباب والعوامل التي دفعت إلى تعاظم طلب الديون الخارجية، وفي الفصل الخامس يتم التركيز على الآثار الإقتصادية التي تخلفها عمليات الإفتراض من الخارج وتشجيع الإستثمارات الأجنبية في إقتصاديات الدول النامية، والعنصر البارز في الفصل السادس هو التركيز على مؤسسات التمويل الدولية (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) بإعتبارهما من أكبر المؤسسات المقرضة / الدائنة للدول النامية.

وتطرح في الفصل السابع للنقاش فكرة إدارة القروض الخارجية من قبل الدول النامية المدينة، وضرورة إنشاء مؤسسة متخصصة، من مهامها وضع الدراسات والإستراتيجيات، ويتضمن الفصل الثامن مناقشة مستفيضة للحلول والمقترحات التي وضعتها الدول الدائنة والدول المدينة.

ويختم هذا الكتاب بفصل تاسع وأخير خصص لمناقشة السياسات والإستراتيجيات للإعتماد على الذات في الخروج من أزمة الديون.