شكل كل من الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنرى كيسنجر ثنائياً متميزاً فى تاريخ العلاقات الخارجية الأمريكية وكانت لرؤى هذا الثنائى وتحركاتهما تأثير واضح فى بلورة الخطوط العامة للمبادئ والسياسات التى شهدتها حقبة السبعينيات واستمر نبضها فى التأثر على مجمل التصورات الأمريكية حتى وقتنا هذا، وقد تشكلت هذه الرؤى من خلال التصورات التى آمن بها كيسنجر كأساس للتحرك الأمريكى ومن خلال رسائل الرئيس نيكسون إلى الكونجرس الأمريكى مبشراً بظهور عالم جديد يقوم على رؤى جديدة فى العلاقات الدولية.

والجديد فى هذا الدور قد رده نيكسون إلى الظروف المتغيرة عالمياً والتى استوجبت إعادة النظر فى المفاهيم القديمة، تلك المفاهيم المتمثلة فى الافتراض القائل بأن الولايات المتحدة أكثر إلماماً بمصالح الآخرين، وفى استكانة هؤلاء إلى فعالية المساعدة الأمريكية. واستطرد نيكسون قائلاً أن ذلك التغيير قد جاء أيضاً بمضاعفات ينبغى الحذر بشأنها مستقبلاً، وعنى بذلك الشعور الداخلى فى الولايات المتحدة بأنها لم تعد بحاجة بعد لمساعدة الآخرين، وشعور مقابل لدى أولئك بأنه لم يعد بوسعهم الاعتماد على الولايات المتحدة.
فالدور الجديد للولايات المتحدة فى اتصالها بالمشاكل العالمية يعتمد فى رأى نيكسون، على وجود صياغة توفر الانسجام بين شمول المصالح الأمريكية وبين إمكانيات شركائها وقوتهم. ويضيف نيكسون بأن نجاح هذه الصياغة، أى مبدأ نيكسون، ليست من قبيل الترف، فهى ضرورة تعكس حقائق العصر. أقرأ أقل