تحت عنوان ",النقد المسرحي في العراق في القرن العشرين: الواقع والمشكلات", يقدم الأستاذ/ الناقد ضياء الثامري دراسة تتعرض للجهد النقدي بمواجهة الحركة المسرحية في العراق، ورصد مساره زمنياً وفنياً، في محاولة لتقديم صورة شاملة لعموم الكتابة النقدية، وكل ذلك من خلال الوقوف على طبيعة عمل الناقد المسرحي، ثم اشتراطات النقد المسرحي على الناقد وخصوصيته، تلك الإشتراطات التي تفترق بعمله عن عمل الناقد الأدبي تحديداً، وقد تطلب ذلك من المؤلف تحديد خواص الناقد المسرحي المعرفية التي يمكن أن تمنحه تفرده، بوصفه ناقداً شاملاً يقف بمواجهة فن شامل ذلك هو المسرح ",الذي يستخدم الأشكال الأدبية والفنية في عملية إنتاج شكله الخاص، بعد ذلك يذهب الملف إلى رصد واقع النقد المسرحي في العراق خلال المرحلة الممتدة منذ بداية الكتاب حتى عام 1965،... ولكي يستكمل البحث هدفه تناول المؤلف مرحلة ثانية من عمر النقد المسرحي وهي المرحلة التي ظهر فيها ",الكتاب النقدي للمرة الأولى",، ",كما تبلور أمامنا في هذه المرحلة نوع من التخصص والعناية بتفاصيل العرض",. وفي هذا السياق يتطرق المؤلف إلى المشكلات التي منعت النقد المسرحي في العرق من الإطلاق نحو إرساء أسس كيان نقدي مسرحي خاص بالتجربة المسرحية العراقية، مكتفياً بتشخيص المشكلات بشكلها الكائن في النموذج النقدي دون الإنطلاق نحو وضع الحلول لها حتى لا ينفلت البحث من منهجيته التي لا تسعى-وفقاً للمؤلف- إلى تأسيس نظرية نقدية، وإنما إلى رصد ما هو كائن من كتابة نقدية.
وتأسيساً على ما تقدم توزعت الدارسة على محاور عدة تناولت: مثابات النقد المسرحي العالية وعمل الناقد المسرحي، والناقد المسرحي والنص المسرحي، والناقد المسرحي والمتلقي، وثقافة الناقد المسرحي، واقع النقد المسرحي في المرحلة الأولى، والنقد المسرحي خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبدايات ظهور مرحلة التخليص، وبدايات العناية بعناصر العرض، وملامح النقد المسرحي بعد الحرب العالمية الثانية، وواقع النقد المسرحي في المرحلة الثانية (ظهور الكتاب النقدي)، ونهاية الستينات وبداية ظهور المنهج الإجتماعي، ومرحلة السبعينات وتبلور النقد المسرحي، ومرحلة الثمانينيات والتحول في النقد، ومشكلات النقد المسرحي في العراق... وموضوعات ذات صلة...