وصف الكتاب
اشتمل هذا المؤلَّف ",أعلام الأدب والفن", على خمسة أجزاء، تضمنت لمحات من حياة أعلام الشعراء والفنانين، ساقها المؤلف بأسلوب بسيط، وبلغة سهلة بعيدة عن العويص من الكلام والغريب من المصطلحات، ملتزماً بعذب الألفاظ، وسالكاً سبل الإيجاز، بعيداً عن الأطناب، إلا أن ذلك لا يعني إيجازاً مخلاَّ فكان حرصه على أن يكون ما يرويه جامعاً بين عزوبة الرواية وجلاء المعاني، أغناه بروائع الأبيات، ودرر الحكم، مقتبسة من أقوال الشعراء والفنانين الذين شكلت سيرهم الحياتية والفنية والأدبية مادة هذا الكتاب.
ويذكر المؤلف بأنه في كتابه هذا لم يكن ناقلاً ولا مقتبساً عن المؤرخين الأقدمين؛ بل إن ما جاء في سير لمجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات والأدباء والأدبيات في هذا المؤلَّف بأجزائه الخمسة إنما جاء ثمرة بحثه الطويل وإستقصائه الحثيث.
ومن البديهي أن المؤرخ ومواضيع بحثه ليست إبتكار أفكار أو إستحداث خيال، فإن هذا العلم هو بعيد عن هذا المجال، فهو واقع وحقيقة لذا كان لا بد له من التأكد فيما يرويه ليكون منصفاً في حق هؤلاء جميعاً، لذا عمد إلى الإجتهاد في إنتزاع الوقائع الحية التي لها علاقة في مجريات سيرهم، ليتمتع عمله بالمصداقية... فلم يبالغ في الوصف، لكن أيضاً لم يغمط حق أحد.
فليس المطلوب من كاتب السير أن يكون فصيحاً بليغاً بقدر ما يطلب منه أن يكون مخلصاً في دعوته صادقاً بما يروي ويكتب، وهو بعمله هذا يقدم لمحبي الأدب والفن؛ هذا المؤلَّف الذي يعتبر بحق عملاً يغني به المكتبة العربية في هذين المجالين: الأدب والفن، عملاً شاقّاً وصعباً، إلا أن المؤلف لم يثنه ذلك كله عن متابعة مشواره في إلتقاط أخبار وسير حياة هؤلاء الذين حفلت بسيرهم صفحات هذا الكتاب.
ويعترف المؤلف بأنه على الرغم من جهوده التي بذلها لجمع أكبر ما يمكن من معلومات وأخبار عن حياة أعلام الفن والأدب إلا أنه كان هناك بعض القصور، إذ فاته إستقصاء البعض منهم، فلم يأت على ذكرهم في هذا السفر، وذلك لعدم حصوله على معلومات وأخبار ومعلومات وافية عنهم.
هذا ولم يقف المؤلف على سير الأدباء والفنانين، بل كان لهم جهد في تضمين كتابه بعضاً من سير السياسيين والوطنيين.