وصف الكتاب
في هذا اليوم بدأ إحسان اجتماعه الأسبوعي معنا بسؤال من جانبه: ما رأيكم في هذه الصفحة الجديدة؟ أنا قررت ان تكون باباً ثابتاً بعنوان ",تحليل شخصيات",.. او- من باب الاختصار- نسميها ",شخصيات", ونظراً إلي احسان ضاحكاً وهو يقول: الصفحة دى.. عهدتك!
.. وبدأت ",عهدتي",.
وبدأت معها مسئوليتي..
كان إحسان كبيراً في ثقته، فناناً في افكاره، رقيقا في لهجته.. إنه لا يطلب، ولكن يقترح، لا يفرض ولكن يثير الحماس، لا يقرر ولكن يوحي، هذا رجل فنان يريد منك أن تسمو وتكتشف!
وبدأت أختار الذين أكتب عنهم..
كان لي شخص يمثل بالنسبة لي معني أريد ان اقوله. . وبقدر إحساسي بالمعني.. كان يأتي انفعالي بالشخص.. بعضهم كان الانفعال يبدأ معه بالاختلاف.. وبعضهم بالموافقة التي تتحول بعد الفحص إلي إختلاف!
وربما يجد القارىء في هذا الكتاب سطوراً بين السطور.. وربما يجد معاني مشروخة.. وربما يجد أيضاً كلمات ناقصة.. إنها مصر التي نعيشها، ولا تقرأ عنها.. أنها الكلمات التي يمنعها فلتر الرقابة والسلطة من الظهور إلي النور.. إنها مصر 1968.
إنها أيضاً صدمة التوقعات لكل شاب يجد نفسه فجاة وسط غابة نسميها السلطة!
وفي هذه الشخصيات أيضاً عرفت دروساً كثيرة.. وابتسامات أحياناً!
وعندما أقرأ هذه الصفحات الآن من جديد.. فإنني في الواقع أقرأ حلماً كبيراً، كنت أحياه في كل مرة..
ويا عزيزى القارىء..
ترفق بما ستقرؤه..
فهذه الصفحات قطعة من قلبي!
محمود عوض