وصف الكتاب
للبحث الذي بين أيدينا والمعنون ",بتوزيع الدخل في الاقتصاد الإسلامي والنظم الاقتصادية المعاصرة",، ثلاثة جوانب، جانب فقهي، وجانب إقتصادي، وجانب مقارن. أما الجانب الفقهي: فقد قصد فيه المؤلف أن يلمّ بالتوجيهات والقواعد والمبادئ والخطوط العامة الرئيسية التي اختطها الإسلام لبيان عناصر الإنتاج، وعوائدها. أما في الجانب الإقتصادي فقد صر دراسته الاقتصادية على النظام الاقتصادي الرأسمالي، والنظام الاقتصادي الاشتراكي... واستفاد من التطور التاريخي لهذه الأنظمة... والأسس التي تقوم عليها... وسلك في معالجة الجانب الاقتصادي لهذه النظم طريقة موضوعية، حيث اعتمد غالباً على المراجع الأصلية لكل نظام.
وأخذ أحياناً الأفكار الاقتصادية لهذه النظم من الكتب والدراسات والبحوث الاقتصادية المعاصرة، وسار على الترتيب التاريخي لهذه النظم عند عرض الأفكار والآراء، فبدأ بالنظام الرأسمالي ثم النظام الاشتراكي... وعند عرضه للأفكار في النظام الرأسمالي بدأ غالباً بما قاله الكلاسيكيون، ثم الآخرون، وذكر التطور التاريخي للمدارس الاقتصادية من خلال عرضها للأفكار الاقتصادية المتعلقة بموضوع البحث. وآثر ذكر تلك الأفكار من خلال الترتيب الزمني للعصور، فبدأ بالعصور القديمة ثم الوسطى ثم الحديثة. وليس الهدف في الجانب المقارن في هذه الدراسة إثبات الفشل الكلي للنظم المعاصرة، وإنما القصد تقديم الدراسة الوافية للتصور الصحيح للاقتصاد الإسلامي في موضوع التوزيع، بحيث يطرح كأحد الأسس الفكرية التي يقوم على أساسها إصلاح ما في النظم المعاصرة من مساوئ وانحرافات من ناحية، وليكون مقدمة للتطبيق العلمي لهذه الاقتصاد الذي يحلم المسلمون برؤيته في العصر الحاضر من ناحية أخرى.
هذا وقد قصر المؤلف المقارنة هنا على النقاط المهمة، والموضوعات البارزة التي تميّز النظام الاقتصادي الإسلامي من غيره من النظم الأخرى. لذلك استعان المؤلف بالمصطلحات الاقتصاد، وبين مناطها في الفقه الإسلامي، وأبرز ما يماثلها من نظريات وأحكام شرعية، بقصد إظهار غزارة الفقه الإسلامي وسعة أفق مادته ومسائله، وما يحتوي من أصالة في البحث وعمق في النظر والتدليل... ومرونة في الاجتهاد والتطبيق. بالإضافة إلى الجوانب السابقة التي اتبعها المؤلف في البحث. يمكن أن نذكر بعض النقاط التي تتعلق بمنهج البحث في ما يلي: أولاً: قام بكتابة الآيات القرآنية على وفق الرسم القرآني ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، كما واعتنى بتخريجها من القرآن الكريم على أساس بيان اسم السورة، ثم رقمها ورودها في القرآن الكريم، ثم رقم الآية، ثانياً: خرج الأحاديث النبوية، مبيناً درجة صحتها، ثالثاً: وضع في نهاية بحثه فهارس عديدة، فها للآيات القرآنية، وآخر للأحاديث النبوية الشريفة وآخر للمصادر والمراجع العربية...