وصف الكتاب
إن للدراسات الاقتصادية أهمية كبيرة في حياة الناس، ولا سيما في العصر الحاضر، لأن الوعي الاقتصادي أصبح من الأسس والمقومات المؤثرة في قيام حضارة الأمة وتقدمها، وتزداد أهمية الدراسات الاقتصادية بشكل عام، والدراسات الاقتصادية الإسلامية بشكل خاص من حيث أن النشاط الاقتصادي هو النشاط الأساسي والغالب في حياة البشر. ولعل من أهم الدراسات الاقتصادية اليوم دراسة الاقتصاد الإسلامي، لا لصلتنا بالإسلام فحسب، بل إيماناً بالدور الذي يمكن أن يؤديه على المستويات كافة، سواء المحلية منها أم العالمية.
وإذا لم يكن لهذا الاقتصاد أن يقوم بدوره في الحياة الاقتصادية المعاصرة، فلعلّ ذلك يرجع إلى عدم الوعي الكامل لهذا الاقتصاد من ناحية، ولقصور الهمم عن بيان الأصول الاقتصادية في الإسلام ودراستها من ناحية أخرى. أو لأن كثيراً من المسلمين المعنيين بذلك لا يريدون هذا النظام الذي يحد من جشعهم واستقلالهم، ويحظر بعض ما يخالف هوى نفسهم. من هنا تبرز أهمية هذا البحث الذي قدم كرسالة لنيل درجة الماجستير في الفقه الإسلامي والاقتصاد والتي جاءت تحت عنوان ",عناصر الإنتاج في الاقتصاد الإسلامي، والنظم الاقتصادية المعاصرة، دراسة مقارنة",. وقد نجح الباحث في رسم جوانب ثلاث لهذا الموضوع هي: الجانب الفقهي، والجانب الاقتصادي، ووصل إلى ميزات الاقتصاد الإسلامي، من خلال مقارنته بالأنظمة الاقتصادية المختلفة. استطاع الباحث أن يحدد لنا في الفصل الأول ماهية لم الاقتصاد وبخاصة الاقتصاد الإسلامي ثم انتقل للحديث عن النظام الاقتصادي في الفصل الثاني فتعرض للأنظمة الاقتصادية المعاصرة وبخاصة النظام الاقتصادي الرأسمالي والنظام الاقتصادي الاشتراكي، كما ناقش بتفصيل أكثر النظام الاقتصادي الإسلامي.
وبدأ الحديث عن الإنتاج في الإسلام في الفصل الثالث، ثم انتقل للحديث عن عناصر الإنتاج في الفصل الرابع. وقد خصص فصلاً مستقلاً لكل عنصر من عناصر الإنتاج، فحدث عن الطبيعة في الفصل الخامس، وعن عنصر العمل في الفصل السادس، وعن رأس المال في الفصل السابع. أما الخاتمة فقد خصصها الباحث لتوضيح النتائج التي توصل إليها من خلال المناقشة والتحليل والمقارنة. وبذلك استطاع أن يطرح مسائل هامة وهي عناصر الإنتاج في الاقتصاد الإسلامي وفق منهج واضح وبسيط، واستطاع أيضاً التوصل إلى نتائج صحيحة من خلال التحليل والمقارنة.