وصف الكتاب
في قصص سامي الشرابي «نساء على ورق» نتلمس أنساقاً صورية ثابتة لِصوغ الأشياء، ووعي العالم وتمثيل الآخرين، ثمة تشكلات متوازية، وأخرى متقاطعة، ما يؤلف بينها هو تجانسها في صيغ ذهنية ذات كنه بشري ينتمي إلى عالم الإنسان الداخلي، ليأتي السرد هنا تمثيلاً للذات في علاقتها بالآخرين، وهو يتم عبر أشكال من التفاعل المتأرجح عبر تخييلات شتى تنوجد في كل حالة؛ داخل النصوص القصصية المنتخبة، والتي هي في النهاية امتدادات الفضاء الحاضن للحقيقة الإنسانية؛ بما فيها من تآلف أو تنابذ. تحت عنوان «أحداث في زمن العاطفة» نقرأ: ما زالت تحتفظ برسائله.. كما يحتفظ بلون عينيها. / ارتمت على سريرها بعد محاولة احتفال فاشلة. / تجاوزتها الحياة.. ولم يبقَ داخلها سوى علبة كبريت فارغة. / كان يتحدث إليها بكل طرافة.. فتتطاير منها ضحكات بنكهة القهوة. / تستأذنه.. وتذهب إلى المرآة.. لكي تستكشف طعم ابتسامتها بعد لقائه. / تسير على أصابع يديها لترى ما أنجبه صندوق الرسائل فتجد رسالة منه، فتقفز من قمة الانتظار إلى قمة الحب.
قدم المؤلف لعمله هذا بمقدمة يقول فيها: ",كم هو ممتع ومرهق أن تتحكّم في أقدار الأشخاص الذين يعيشون في مخيلتك، وأن تختار لهم ما يقولون وما يفعلون؛ أن تكون وحدك من يشغل أكثر من كرسي على الطاولة نفسها، فيتحدث جزء منك لكي يتألم الجزء الآخر فيك.
ماذا يعني أن يقف على نافذتين متقابلتين في اللحظة ذاتها؟!",.
يضم الكتاب خمسة عشر قصة قصيرة وقصيرة جداً جاءت تحت العناوين الآتية: ",ومضة حُبّ",، ",ذكرى",، ",الزهور المتسلقة",، ",ذاكرة مهتزة",، ",عودة الثلج",، ",استعادة عمر",، ",أحداث في زمن العاطفة",، ",هرولة باتجاه الماضي",، ",كوب شاي وقطعة من الليل",، (...) وقصص أخرى.