استخدم الإنسان السخرية منذ القدم؛ يسخر من الآخر، من السلطة، ويسخر من نفسه. ووجدت البرامج السياسية الساخرة في عالمنا العربي منبرًا لها على إثر أحداث ",الربيع العربي",، سواء على القنوات التلفزيونية أو على مواقع التواصل الاجتماعي. وتحولت البرامج السياسية الساخرة في العالم العربي إلى فضاء جديد لمناقشة قضايا الرأي العام بشكل مختلف. وأمام اهتمام الجمهور العربي بها صارت تشكل قوة ضغط علي الأنظمة السياسية والاجتماعية. وبين رافض ومشجع لها؛ تبقى هذه البرامج منبرا لمناقشة الأوضاع السياسية الراهنة في البلدان التي عرفت تغييرات في السنوات الأخيرة.
واعتبر المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة السخرية السياسية إحدى الأدوات التي تستخدمها المجتمعات في نقد الواقع، والتعامل مع مشكلاته، وكشف الممارسات السلبية، وجذب الانتباه إليها بهدف الإصلاح السياسي والاجتماعي، كما أنها تعبر عن المسكوت عنه في عقول المواطنين، وتكشف اتجاهات الغضب لديهم إزاء القضايا محل الاهتمام المجتمعي، وتهدف إلى فهم التوجهات السياسية السائدة بصورة مكثفة مختزلة من جهة، وبصورة مفصلة دقيقة متعمقة من جهة أخرى تكون محلا للنقد السياسي الساخر، وغالبًا ما تزدهر كنوع من التعويض عن غياب الحريات ووسائل التعبير الحقيقية.