وصف الكتاب
القصة القصيرة نوع أدبي يتميز عن القصة والحكاية بأن السرد فيها مركز عامة على حادث فرد، فتدرس أبعاده النفسية، وعلى شخصيات قليلة العدد ليست رموزاً أو كائنات خيالية، فلا تعرف من هذه الشخصيات إلا جانباً من نفسياتهم العامة، وتسعى الأقصوصة لإحداث شعور لدى القارئ بأن ما تتناوله هو جزء من الحياة الواقعية. وهي تتطلب الإيجاز، والإنتقال السريع في المواقف، وإبراز الملامح المعبرة بوضوح وتقضي كتابتها إطلاعاً واسعاً ومهارة خاصة لا يتيسران إلا للموهوبين. إلا أن في القصة القصيرة وبصورة عامة لم يلق من إهتمام الأدباء والنقاد ما حظيت به الرواية. إلا أن الصحف والمجلات الأدبية في لبنان إستطاعت تجاوز ذلك من خلال مساهمتها وبعد الربع الأول من القرن العشرين في نشر القصة القصيرة التي باتت تخصص لها صفحات أو زوايا خاصة. وعلى ذلك فليس هناك من شك من أن القصة القصيرة مكن لبنان قد مرت بفترات إزدهار وتطور بحيث أبدع بعض كتابها وكاتباتها في رسم شخصيات قصصهم وإمتازوا ببراعة السرد، ممتلكين ناصية الحبكة والتقنية وجمال الأسلوب ونسج الحوار المشرق وتصوير البيئة المحلية التي تجري فيها أحداث الأقصوصة، أي ما يعرف باللون المحلي، وكذلك البيئة الإجتماعية. وفي هذا الكتاب سوف يتناول المؤلف كتاب القصة القصيرة اللبنانيين الذين أصدروا على الأقل مجموعة قصصية واحدة في كتاب مستقل. ولعل أبرز خصائص القصة القصيرة اللبنانية أنها تتناول موضوع الأرض والطبيعة والمدينة والقرية الجبلية والهجرة ورجال الدين ورجال الإقطاع والعادات والتقاليد وتصور اللون المحلي للمجتمع اللبناني والحرب في لبنان ( 1975 – 1990 ) والفساد والظلم الإجتماعي والمقاومة. وهذا ما سيلمسه القارئ من خلال المجموعة القصصية التي وقع إختيار المؤلف عليها في هذا الكتاب. وهو يشير إلى أن هدفه من هذا العمل ليس وضع دراسة أكاديمية فيها تنظير وتعليل وتحليل وتطبيق لنظريات نقدية، إنما الهدف وضع ", بيوغرافيا ", لكتّاب القصة اللبنانيين، وتعويد القارئ على المطالعة وعلى قراءة قصة تثير إهتمامه وتحفزه على الإستمرار في القراءة وتحثه على الإطلاع وطلب المعرفة والإستزاده منها. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تناول القصاصين وفقاً للتسلسل الزمني لولادة الكاتب: الأقدم أولاً لكي يظهر التطور الذي طرأ على فن كتابة القصة القصيرة في لبنان وليس وفقاً لأسماء الكتاب بحسب الترتيب الهجائي للإسم الاول أو لإسم العائلة.