هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب
قراءة و تحميل pdf فى كتاب : رموز الإنسان الكامل أو رمزية تقاطع خط الإسراء الأفقي مع خط المعراج العمودي روني جينو
هذا الكتاب يتألف من مقدمة وثلاثين فصلاً، أهداه مؤلفه الشيخ عبد الواحد يحيى إلى شيخه قائلاً: (إلى الذكرى المقدسة، ذكرى الشيخ عبد الرحمن عليش الكبير، المالكي، المغربي، الذي أدين له بالفكرة الأولى لهذا الكتاب)، والشيخ عليش كان أحد أئمة العلم في الأزهر، وإماماً في الطريقة الشاذلية، ومفتياً للمالكية في مصر، وهذه الفكرة تتمثل في المقولة التي ذكرها في ثنايا الكتاب، ومعناها أنّه إن كل للمسيحيين شكل الصليب، فللمسلمين حقيقته التوحيدية.
وبالفعل فهذا الكتاب، رغم ما قد يوحي به عنوانه: (رمزية الصليب)، يتميّز الطابع إسلامي واضح من حيث عمق المفاهيم المتعلقة بالتوحيد خصوصاً، وفيه يتّضح أنّ رمزية الصليب ليست من خصوصيات المسيحية، بل تتميز بوسع إنتشارها حتى لا يكاد يخلو منها تراث عرفاني عبر العصور، إنها أساساً تدلّ على التحقق بمرتبة الإنسان الكامل، التي هي عبارة عن جمعية كلّ المستويات الأفقية الإمكانية المنفعلة، مع كلّ المدارج العمودية الوجوبية الفاعلة، عروجاً ورجوعاً في النقطة الأصلية لمركز التجلي الذاتي الأكمل، أي بعبارة أخرى التحقق الذاتي بالأسماء الحسنى بتجلياتها الفاعلة في مرايا حضرات العبودية المنفعلة، ثمّ يوضح الشيخ المعاني المرتبطة بهذا المفهوم، مع بسطه لرمزية الصليب المعقوف الذي يدّل على فعل المبدأ المركزي في تدبير العالم وتحريكه، ولرمزية الشجرة الوجودية الوسطى التي أصلها ثابت وفروعها في السماء تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربها، وهي كلمة الله الطيبة، وهي إحدى رموز الإنسان الكامل، وفي مركزها حضرة الرضوان.
ومن مميزات هذا الكتاب بيانه أنّ إستنباط أسرار الوجود من رمزية تقاطع خطي الإسراء الأفقي والمعراج العمودي تساعد على عرض أسس المعرفة الميتافيزيقية والسلوك الروحي بأسلوب قرب من المنطق الرياضي الهندسي، كما أنها تستوعب العديد من الدلالات الأخرى، مثل المكان بجهاته الستة، والزمان بأيام الخلق الستة، وسابعها في نقطة الديمومة أو يوم الخلود؛ كما يمثل مركز التقاطع نقطة الإعتدال الثابتة في الآن الدائم، وهي التي تبرز منها تجليات الشؤون الإلهية في دوائر الأزمنة والأمكنة وفق كلّ بعد ومرتبة من أبعاد ومراتب الوجود.
وخلال هذا العرض تظهر رمزية مفاهيم أخرى، كإزدواجية الجلال والجمال، والمطلق والمقيد، وكيف تتكامل المتقابلات المنبثقة من نقطة الإلتقاء المركزية الذاتية الثابتة في نفسها المحركة لغيرها، ومن تلك المتقابلات: الفرع العمودي الصاعد في معارج عليين وعكسه الفرع الهابط في دركات سجين، ومنها أيضاً مفهوم الحرب والسلام في الإسلام، ورمزية النسيج، وشجرة النور، والنقطة وإمتدادادتها، فالكمال يستلزم جمع كلّ الأضداد في النقطة الأصلية الجامعة للحدوث والقدم، أي للقيود والإطلاق، والمستوعبة في وحدتها لكلّ كترة.