في هذا الكتاب نسعى إلى تقديم قراءة تفكيكية لتبيان المحاولات المستمرة التي من خلالها تسعى الحريم، وفق خطابهن، إلى تجاوز الهيمنة الذكورية على الصعيد الديني- الصوفي، والتي من خلالها تحاول المرأة العروج مرة أخرى إلى السماء، إن استدعاء المكبوت في الذاكرة الجمعية لدى النساء، يجعلنا أمام ذات تدعو إلى التحرر من بنية دينية- ثقافية، وتعتمد في ذلك على التحرر من اللذة الجسدية، والولوج من باب السماء عن طريق السلطة السياسية.

وحتى يمكننا الاضطلاع بما سبق، فإننا نحاول الإجابة عن التساؤلات التالية: [أولًا: ما شكل العلاقة ",الموضوعية", بين الوعي الصوفي الاتصالي، والخطاب السياسي لحركة التصوف في الآونة الأخيرة؟، ثانيًا: ما حقيقة النمط الوجودي الجديد الذي تسعى المرأة المتصوفة لصياغته كبديل معكوس لما كانت عليه في الأزمان الأولى؟، ثالثًا: ما مظاهر وأبعاد الصحوة السياسية للمتصوفات في مصر؟، رابعًا: ما طبيعة انحيازات الحريم الصوفي لبنية القوة السياسية القائمة في المجتمع، أو بقول آخر، مع من وضد من تقف النسوة المتصوفة لصف القوى السياسية الجديدة؟، خامسًا: ما الأبعاد الأنطولوجية (العالمية والمحلية) التي ترتبط بوعي وجود النساء على رأس الأنساق الصوفية؟].