قامت المحاسبة لفترة طويلة بتأدية وظيفة تجميع وتقديم المعلومات في الوحدات الاقتصادية. وإلى وقت قريب كانت المعلومات التي تقدمها وظيفة المحاسبة كافية للأغراض الإدارية. ومع ذلك، فإن التطورات الحديثة في نظريات التنظيم والإدارة وفي الممارسة العملية أظهرت الحاجة لأنواع متعددة من المعلومات والتي لم تعتبر مسبقاً ضمن نطاق المحاسبة. ولقد اضطرت الوحدات الاقتصادية التي تستخدم الأساليب الإدارية الحديثة إلى البحث عن وسائل بديلة للحصول على المعلومات المطلوبة. ولقد أظهرت التطورات في استخدام الحاسبات والأساليب الرياضية أهميتها في توفير مثل هذه المعلومات.

وأدى استخدامها إلى ظهور أنظمة المعلومات المستخدمة للمحاسبات والتي يطلق عليها أنظمة المعلومات الإدارية. ",Management info r mation system (MIS)",. وهذه الأنظمة توفر كميات كبيرة من المعلومات المعقدة، وغالباً ما تصبح المعلومات التي كانت تقدم تقليدياً بواسطة المحاسبة، أحد منتجات هذا النظام (أو أحد المنتجات الثانوية للنظام) ولا تدار هذه الأنظمة، إلى حدّ كبير، بواسطة المحاسبين، وحتى إذا ما ساهم المحاسبين في عملياتها، فإن دورهم لم يتم تحديده بدقة. وفي مواجهة حقيقة أن الأنظمة المستخدمة للحاسبات آخذة في الانتشار؛ فإن هذا الوضع يؤدي إلى جعل المحاسبين في موقف حرج. فإذا كان للمحاسبة أن تستمر كمهنة مميزة، فعلى المحاسبين أن يقدموا خدمات متخصصة لا يستطيع تقديمها مهنيين آخرين. لذلك تهدف هذه الدراسة حول أصول المحاسبة في المنشآت المالية إلى المساهمة في إعداد المحاسب الذي يستطيع أن يؤدي دوره بكفاءة في أنظمة المعلومات المستخدمة للحاسبات.