وصف الكتاب
يستمد هذا الكتاب أهميته من أهمية الشباب. فالشباب هم عدة المجتمع وعتاده، وهم أمل المستقبل ومحط أنظار المجتمع وهم حملة مشعل التقدم والرقي وهم ورثة الحاضر وأمل المستقبل وعليهم تضع الأمة آمالها العراض في بناء المجتمع القوي والقادر على الصمود أمام تحديات العصر. ومهما بلغ تقدم المجتمع ومهما أحرز من انتصارات ومكاسب فلا بد وأن يلقي بها في النهاية ي حجر الشباب، فإما أن يسير بها إلى طريق الضعف والوهن والتدهور والانهيار. ولتوعية الشباب العربي المسلم أهمية بالغة وذلك لحمايته من تأثير التيارات الوافدة من الخارج بل السموم الخطيرة التي بينها أعداء الأمة الإسلامية والعربية، ولا ينبغي أن ندخر أي جهد أو وقت أو عرق أو مال في سبيل رعاية الشباب رعاية شاملة ومتكاملة صحية وروحية وخلقية وعلمية.
وكل ما ننفقه في سبيل الشباب إنما هو من قبيل الاستثمار الجيد، فعلى قدر ما نعطي الشباب على قدر ما يرتد عائد هذا العطاء سخياً في شكل خبرات بشرية. وثروة بشرية أصبحت بحث هي ثروة هذا العصر فنحن بحق في عصر الثروة البشرية. والشباب يمثل قطاعاً كبيراً من قطاعات المجتمع ومن ثم فإن سعادته هي جزء أساسي من سعادة المجتمع. وإذا ما أصيب شاب ما بأي لوثة من لوثات الانحراف فإن حياة أسرته برمتها تتحول إلى جحيم مقيم وتعاسة بغيضة، ولذلك فالأسرة تسعد إذا كان أبناؤها سعداء وتشقى بشقائهم. وليس هناك أبلغ من العودة إلى الدين الإسلامي وترسيخ الإيمان في عقول الشباب وفي وجدانهم وتأصيل القيم الإسلامية السمحة في نفوسهم وتربيتهم على مبادئ الأخلاق الحميدة وفضائل إسلامنا الحنيف في الحق والخير والبر والإحسان.
في هذا الإطار العام يأتي كتاب الدكتور ",عبد الرحمن محمد العيسوي", والذي يلقي فيه الضوء على بعض المشاكل التي يعاني منها الشباب المعاصر، كما ويتحدث عن أثر القيم الإسلامية في شخصية الشباب، ودور التلفزيون والراديو في تنشئة الفرد وأخيراً يقدم دراسة ميدانية قام بها وخصصها لتحديد الميول الدراسية لدى الطلبة الجامعين، كما وخصص أخرى للإلقاء الضوء على السمات الشخصية والظروف الاجتماعية التي يعاني منها الجانحين بمحافظة الإسكندرية.