روى مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قال: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ، أو قَالَ: فَيَلْتَزِمُهُ، وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ). لهذا يعتبر من التهور والمخاطرة بالنفس والدين والدعوة، وبالمجتمع كله، الدخول إلى عالم الزواج الذي فيه إعلان حرب على الشيطان وجنوده، دون التسلح بتعاليم الإسلام السمحة علما وعملا وتخلقا، وإبليس لعنه قد أجلب على الإنسان بخيله ورجله وشاركه في المال والولد، ومن أنواع التحصينات التي أرشدنا إليها الدين الإسلامي للوقاية من الشيطان وشركه، الاتصاف بصفات عباد الرحمن من أواخر سورة الفرقان، وبعدها الافتقار إلى الله بالدعاء للحظوة بالأسرة الصالحة والإمامة في الدين. وهذا ما سنفصل فيه في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.