وصف الكتاب
حينما نتحدث عن الترجمة، يفهم ضمنًا- في أغلب الأحيان- أن الحديث يخص ما يتم نقله من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية. أما حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية فلا نكاد نعرف عنها إلا الشيء اليسير لأسباب عديدة: منها نقص الدراسات الببليوجرافية الدقيقة التي ترصد حقيقة ما صدره الفكر العربي عبر العصور إلى اللغات الأجنبية وطبيعته. على أن مثل هذه الدراسات لا تتوافر لها- في واقع الأمر- المراجع اللازمة لإتمامها في مصر أو في الدول العربية؛ فالمكتبات التي تضم مواد بلغات أجنبية قليلة، كما أنها تحرص- غالبًا- على توفير المواد الأجنبية الأصلية للمترددين عليها، لا سيما أن الحاجة إلى الترجمات نقلًا عن العربية قليلة لسهولة الاطلاع على الأصول العربية بشكل عام. وفعلًا، حينما شرعت في إعداد هذا الثبت الببليوجرافي انطلاقًا من المادة المتوفرة في مصر لم يتجاوز ما تم حصره ستين عملًا، أغلبها من المواد الأدبية. ولكن الصورة اختلفت كثيرًا حينما تيسر السفر وجمع البيانات اللازمة من فرنسا، ليصل مجمل البيانات التي تم جمعها من مصادر متعددة إلى حوالي 1319 عملًا. ولا أدعي- طبعًا- أن هذا الثبت لا تشوبه شائبة، أو أنه يحصي كل ما تم نقله إلى الفرنسية؛ فمازلت حتى كتابة هذه السطور أسعى وراء المزيد من البيانات.
ولا بد أن نأخذ في الاعتبار أن حركة الترجمة عن العربية تعود إلى عصر الحروب الصليبية التي ",فتحت عيون الغرب على الشرق",، و",لفتت (...) بعنف نظر الغربيين إلى الحضارة العربية وإلى الإسلام. ولكن الترجمة في هذه الفترة حتى بدايات القرن السابع عشر كانت تتم إلى اللغة اللاتينية، وهذا ما يسر لأوربا الاطلاع عليها.
صحيح أن عنوان هذه الببليوجرافيا: ",الأعمال المترجمة من العربية إلى الفرنسية",، ولكنني- مع هذا- لم أستطع إغفال بعض الأعمال التي تنتمي إلى كتاب من العالم العربي لمجرد أنها ترجمت نقلًا عن الانجليزية وليس عن العربية، مثل أعمال جبران خليل جبران على سبيل المثال. وقد حرصت على الإشارة إلى أن الترجمة تمت من اللغة الانجليزية في كل مرة لم تتم الترجمة فيها من اللغة العربية.