من دلائل تحضر الأمم ورقيها، عملية الاهتمام بالحالات الخاصة من أبنائها. فالطفل العادي صحيح العقل والبدن يتقدم تلقائيًا نحو متطلبات الحياة، حيث إن لديه من الإدراك ما يؤهله لشق طريقه بالخطوات المعتادة مع القدرة على إضافة ما يلزم إذا اقتضت ظروف الحياة ذلك، أما الطفل الذي يعاني من النقص والاضطراب الفكري بما يجعله يجد صعوبة معينة في التعلم، وعدم القدرة على مسايرة أقرانه والتجاوب معهم، فإنه يلزمه عناية خاصة، ومن هنا يأتي تقدير الاهتمام بهذه الفئة حيث المعاناة وصعوبة التعامل، وما يستدعيه ذلك من مجهودات مضنية من قبل المسئولين والمرشدين.

وفي هذا الكتاب يحاول المؤلف أن يساعد الجميع من خلال عرض عديد من الطرق والأساليب والبرامج التي يمكن أن تناسب تعليم التلاميذ الذين يعانون من صعوبة التعلم، وهي وسائل فعالة في التدريس لهؤلاء التلاميذ حيث تيسر عمليتي إكسابهم واكتسابهم المعلومات اللازمة لإعدادهم الإعداد المناسب الذي يؤهلهم للنهوض بمجتمعاتهم إذا ما صاروا رجالًا في مواقع المسئولية.