نبذة عن رواية سيد الأسياد

تسطر لنا الرواية ملحمة من ملاحم الصراع الأزلي بين الخير والشر، والأبدي بين النور والظلمة.. في شكل من أشكال الفانتازيا تصور النضال الأسطوري لبطلها؛ لترجيح كافة الحق على الباطل، في رحلة مضنية لكنها ممتعة وشيقة تعبر بنا الحواجز؛ لتفسر لنا الثوابت وتزيل عنا الأوهام والمخاوف.

تغوص بنا الرواية بأجزائها الثلاثة عميقا داخل عالم خفي عنا، ذلك العالم الذي نجهل عن أسراره الكثير .. بأسلوب سلس لا يشعر معه القارئ بالاستغراب تأخذنا مع بطلها خالد، ذلك الشاب الذي بالكاد أتم من عمره سبعة عشرة عاما، وتسرد لنا نضاله ضد قوى الظلام وجنودها، ومعه جنود النور الذين لازموه وساعدوه.

تصور لنا حال الأرض بعد حدوث فيضان هدم مظاهر الحضارة عليها، ثم ظهور الأسياد الذين أنقذوا أولئك النفر المتبقي ليبنوا لهم البيوت داخل الجبال.. تحكي لنا كيف كانت الأرض ترضخ تحت حكم الأسياد وأحكامهم السبعة، وكيف كانت تتلى تلك الأحكام على مسامعهم ليل نهار، وعاقبة من يخالفها.. وكيف انتظر الجد أن يكمل خالد عامه السابع عشر لكي يطلعه على الأسرار ويحمله الأمانة ويأخذ عليه العهد، ثم يعطيه الكتاب والسيف ليبحث عن المفقود ويستعيد الحق المسلوب، كما أخبره أنها البداية وحذره من إطلاع أحد على أسراره... وكيف نسي خالد عهد جده وما أصابه بعدها ليذهب إلى كهف المعرفة لعله يجد الإجابات هناك، لكنه وجد بدلا منها مفاجئة، فقد كشف الأسياد أمره بل وأمروا بقتله، ثم كيف فر منهم.. ثم تذكر خالد عهده فهرع إلى الصندوق ليستخرج الكتاب والسيف ويستخدم المخطوطة.. ثم قابل ذلك الشيخ المنير ليشرح له ما جاء في الكتاب، ليجد خالد نفسه بعدها في صراع حياة أو موت مع أحد الأسياد، ناضل خالد ضده وقتله ثم أطفأ نار الحمرة وأنقذ العالم منها.

لكن الأسياد قبضوا عليه وأرسلوه إلى السجن في ذلك المكان العجيب حيث تلتقي السماء بالأرض، تغيرت أمور كثيرة على يد خالد في السجن مما أكسبه الاحترام والتقدير في أعين الحراس والمساجين، ما عدا أولئك الذين كانوا يكنون له الحقد والحسد، ومع تحصيل خالد علوم ومعارف جديدة هناك فهم حقيقة الأسياد، فهم كيف كانوا في محاولة دؤوبة لاسترداد ملكهم الضائع ومجدهم الغابر، وسر قوتهم ومعارفهم ووظائف الطلاسم والأعمال والأسحار، لقد أصبح خالد خطرا عليهم فنصبوا له الكمائن وحاولوا اغتياله على يد أعوانهم من المساجين أو على يد بعض الحراس الفاسدين، بل وعلى يد كبير مساعدي رئيس الأسياد نفسه.

وتزداد مهمة خالد صعوبة حتى بعد أن عاد إلى الديار؛ لقد وجد الديار غير الديار وأهلها وقد انقسموا إلى فريقين، استعان كل فريق منهما مرة أخرى بالأسياد على الفريق الآخر، وجدهم يتنازعون على الموارد والسيادة، لكنه استطاع أن يصل بهم إلى لم الشمل وتوحيد الصف ليسير بهم إلى معركة التحرير وهدم بوابات الأسياد وانتزاع السيادة منهم مرة أخرى ليعلم الجميع من هو الأحق بأن يكون سيدا للأسياد. ثم تأتي النهاية لتحمل لنا مفاجئة كبيرة.

هي رحلة داخل نفس إنسانية، توضح كيف تتعافي فيها هذه النفس من الأسباب الكبرى للضلال، رحلة جهاد شاقة وعظيمة في البحث عن الطريق السليم والقويم، رحلة عبرت بنا إلى أصول المسلمات التي نحيا بها وأحيانا لها، وفتحت عقولنا على ما تعنيه هذه المسلمات، وما تحمله من خلفيات كنا بعيدين كل البعد عن التفكير فيها.

كم منا سمع هذه الكلمات: سحر، رصد، روحانيات، كواكب، مسٌّ، لبس،حقد، حسد، كره؟ والأهم هو مَن منا يعرف أصل هذه الكلمات، وكيف تعمل، وكيف تستخدم؟ مَن منا يعرف كيف تؤثر علينا وفي أي عضو، ومن أي ناحية؟ ومَن منا يعرف كيفية التخلص والشفاء منها، والوقاية وغلق بواباتها؟