_ الرحمة يا الله .. الرحمة يا الله

هكذا كنت أردد دون وعى ، و ظللت ابسمل و احوقل و اعتصر ذاكرتى التى فقدت جزءا كبيرآ منها ، محاولا استعادة بعض الآيات القرأنية الصغيرة التى احفظها عن ظهر قلب ، نظرآ لكونى رجلا أميآ لا يعلم القراءة و الكتابة ، و كان لسانى يتلوها متلعثمآ _ و الكلمات تخرج من بين شفتى المرتجفتان بصعوبة بالغة ، اننى رأيت ما لم تتحمل رؤيته عين بشر ، كانت ليلة سوداء بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كان قلبى الواهن ينتفض داخل قفصى الصدرى ، ربما كان يحاول الفرار من هول الموقف _ و لعدة مرات كاد أن يتوقف عن العمل ، لولا ستر الله ، كنت احجب عيناى عن الرؤية بواسطة كفى ، لكنهم لم يكفوا عن اللهو و الصراخ المرعب و العبث فى كل شئ ، و ظللت اسب هذا الوغد المدعو ( عماد ) صديقى ، الذى تسبب فى مجيئ إلى هذا الجحيم بكامل ارادتى اللعينة ، فليذهب المال إلى الجحيم ، كان الجوع سيكون أكثر رحمة و رفاهية ، مقارنة بالتواجد داخل هذا المكان الملعون ، اننى محاصر من جميع الاتجاهات ولا املك من امرى شيئاً ، سوى الدعاء بالنجاة أو الموت السريع _ الذى كنت أفضله عن ما كنت فيه ، لم يستطيع عقلى تحمل كل ذلك ، بدأت الرؤية تهتز و تتلاشى ببطء تدريجى ، حتى أصبحت الصورة سوداء تماما ، و هنا .. هنا بالتحديد فقدت الوعى