يتميز العصر الذي نعيشه بتسارع التغيرات في مختلف مناحي الحياة، ويشهد تراكماً نوعياً وكمياً في المنجزات العلمية والتقنية، هذه المنجزات التي تمثل عصارة الفكر البشري لم تكن لتتحقق لولا الاهتمام المتزايد الذي توليه دول العالم للارتقاء بالعملية التعليمية والتربوية. ومن هنا، فإنه يمكن القول بأن المؤسسات التربوية على اختلاف مستوياتها تعد الأرضية التي تنطلق منها هذه المنجزات.

ويتمثل الدور الحيوي للمؤسسات التربوية بهذا الصدد في كونها البيئة المادية والاجتماعية والنفسية التي تساهم في الارتقاء بالطالب اجتماعياً ونفسياً ومعرفيا. وتستند التربية كمجال تطبيقي على عدد من العلوم أبرزها علم النفس باعتبار سلوك الفرد يشكل المحور الرئيسي في تنمية شخصيته المتكاملة. وتأتي أهمية علم النفس التربوي من كونه أهم الميادين التطبيقية لعلم النفس حيث يهدف في النهاية إلى إيجاد بيئة مناسبة ومحفزة لعمليتي التعليم والتعلم بأبعادها المختلفة.

ضمن هذا الإطار يتناول هذا الكتاب البعد النفسي للعملية التربوية عبر عشرة فصول وهي: مدخل عام، النمو النفسي-الانفعالي في المرحلة العمرية المبكرة، النمو الاجتماعي والمعرفي في مرحلة ما قبل المدرسة، نظريات النمو والتطبيق التربوي في المرحلة الابتدائية، البيئة المدرسية والمراهقة، نظريات التعلم، العمليات المعرفية في التذكر والنسيان، الدافعية، المنهج الدراسي والصحة النفسية للمتعلمين، المعلم وضغوط العمل.

بالإضافة إلى الفصول المذكورة، يضم الكتاب ملحقين يشمل الملحق (أ) المصطلحات ذات العلاقة بعلم النفس التربوي، ويشتمل الملحق (ب) على أهم المصادر (مؤسسات ومطبوعات) التي يمكن الرجوع إليها لمتابعة الجديد في هذا المجال.