وصف الكتاب
يتوجه هذا الكتاب ",القياس والتجريب في علم النفس والتربية", للقارئ العربي راجياً أن يسد فراغاً ملموساً في المكتبة العربية في هذا الجانب العملي الهام. ولقد توخى في اعداده سهولة الأسلوب ويسر العبارة حتى يكون الكتاب في متناول الجميع، وحاول المؤلف قدر الطاقة تبسيط عرض الأساليب الإحصائية حتى يتمكن القارئ من فهمها وتطبيقها. إن إتقان مهارات القياس والتجريب يجعل من المتخصص في علوم النفس والتربية والاجتماع متخصصاً مهنياً وفنياً بالمعنى العلمي، ذلك لأن ممارسة الأخصائي النفسي والاجتماعي أو المعالج النفسي، أو المعلم أو الباحث في هذه المجالات لوظائفه لا بد وأن تقوم على أساس علمي موضوعي يتمثل في أحكان استخدام أدوات القياس ووسائل التجريب المختلفة، ومعالجة ما يحصل عليه من معطيات معالجة إحصائية ثم تفسير النتائج سيكولوجيا وتربويأً واجتماعياً. وإلى جانب ذلك فإن هذه الوسائل يستخدمها معلم المدرسة الحديثة في تقويم جهده وتقويم أعمال تلاميذه، وعلاوة على ذلك فق أصبح القياس الكمي الموضوعي يمثل عصب الدراسات والبحوث النفسية الحديثة فوسائل القياس هي أداة الباحث، والإحصاء هو اللغة التي يتكلم بها العلم الحديث، ويحتاج الباحث الحديث لمعرفة الأساليب القياسية والإحصائية لا لتطبيقها وحسب وإنما أيضاً لكي يستطيع أن يقرأ ويفهم بحوث غيره من العلماء الذين يعرضون نتائجهم بلغة الإحصاء، إن اتقان معارات القياس والتجريب تفيد القارئ شخصياً وذلك لأنها تساعده على تنمية مهارات عقلية أخرى كالموضوعية والدقة والحياد والملاحظة الواعية والاستدلال والاستنتاج والاستقراء والمقارنة والنقد والتطبيق والتحليل والتركيب، وعلى وجه العموم تساعد في تنمية قدرات التفكير العلمي المنظم والتفكير الناقد.
وفي نهاية الكتاب يجد القارئ دراسة تجريبية مقارنة عن أساليب التحصيل الأكاديمي الجيد أجراها المؤلف كنموذج عملي لتطبيق وسائل القياسن وللتصميم التجريبي العاملي وتستمد هذه الدراسة أهمتيها من كونها نتائج حقيقية نابعة من بيئة القارئ العربي وكنموذج للعديد من المشكلات التي ينبغي أن يتناولها علماء النفس في العالم العربي بالبحث والتجريب. هذا إلى جانب فائدتها التطبيقية وما يستطيع القارئ أن يستخلصه منها من مبادئ تفيده في التحصيل العلمي الجيد وفي حل كثير من المشكلات الدراسية التي تواجه الطلاب.