وصف الكتاب
بمنهجية تتجاوز إجراءات الدراسات الاجتماعية الميدانية السابقة، التى تركز على الوصف المستعرض للأنشطة الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، يدخلنا محمد جويلى إلى عالم قرية المنشية، بواحات الجنوب التونسى، بواسطة مقاربة نشهد فيها القرية فى حالة حياة وحركة. فليست القرية هنا مجرد بنية ثابتة تشتغل وظيفياً، وإنما هى مجال ديناميكى لصراعات الفاعلين اجتماعياً على الثروة والمكانة.
غير أن محمد جويلى يمضى بنا إلى ما وراء البنية، لنعاين ما نتيجة البنية من تعبيرات ثقافية، تنتظيم فيها أنساق القيم المعنوية والرموز، التى توجه بدورها أفعال الفاعلين اجتماعياً وتعطيها شرعية الوجود. وبذا قربنا محمد جويلى من حسن إدراك تحولات صراع ",الأحرار والشواشين", الطرفين الرئيسيين فى قرية المنشية للهيمنة على ",المعنى", وتجلياته.