للقدم والحذاء أبعاد كثيرة من ناحية الذكورة والأنوثة، ولا شك في أن التحليل النفسي يبدي المشاعر التي يبعثها القدم والحذاء من ناحية السادية والمازوشية في حياة الإنسان. فالقدم الصغيرة عنوان الجمال الأنثوي. وقدم المرأة الحافية دعوة خفية إلى العلاقة الجنسية. ذلك أن الحذاء شبيه برمز الثياب، فكلما ازدادت المرأة احتجاباً، اشتد ولع الرجال برؤيتها، بينما القدمان العاريتان توحيان للرجال بحالة جنسية عريقة. ولذا كانت تغطية أقدام المرأة عند الكثيرين، تعبيراً عن الطهارة والابتعاد عن الفضيحة. فالقدم النسائية رمز الشهوات، بينما رمزية قدم الرجل تفيد معنى السلطة. وبدت أيضاً حالات متناقضة في مفاهيم القدم ما بين المقدس والمدنس.

معنى ذلك أن الأبعاد النفسية متعددة ومتنوعة. والدليل أن كثيرين من الرجال يجدون متعة وهم يتأملون امرأة ترتدي كعباً عالياً. فالكعب العالي عند المرأة يوجه سيطرة على الرجولة المازوشية. هكذا يصبح الرجل ضحية الأنوثة المسيطرة عليه. ولكن الضحية في هذه المشاعر لا تعني أزمة مؤلمة لصاحبها. ذلك أن الروح والقلب عندما يغرقان في الغربان، يبتعد عنهما كل العذاب.

لا ننكر أن المرأة الراغبة في السيطرة على الرجولة، قد تختار أحذية السلطة، ولكن الثائرين يكرهون أحذية السلطة الظالمة وأقدام السيطرة المؤلمة. مهما يكن فالغضب المكبوت يوحي أيضاً بضربة الرجل على الأرض، مستمداً من القدم السلاح المحارب. هكذا يغدو ما في الأرجل من أبعاد نفسية. فالحذاء الضارب رمز الطاغية، بينما الحذاء المضروب رمز الإنسان المقهور.

فقبل هذا التاريخ لم يعرف العالم نغم المشية الأنثوية والتوقيع المنظم للخطوات. ولأن المشية مرتبطة بالجنس اختلفت حركة المرأة عن حركة الرجل. فالمرأة الراقية تتقيد بالنماذج الأنثوية التي يجسدها التحرك في خطوة قصيرة ومشية محدودة, ذلك أن مسيرة الفتاة الأنثى تختلف عن النسخة المتباعدة في مسيرة الرجل الذكر. وهذا دليل ارتباط المشية بالحياة النفسية.

تلك هي الأبحاث التي وردت في هذه الدراسة عن رمزية القدم والحذاء خلال أبواب الكتاب وفصوله، ابتداءً بالأنوثة والذكورة في القدم، مروراً بالحذاء والمشية، وانتهاءً بصفة الإنسان في الانتصاب الجسدي ووضعيته العمودية والقدمانية، أي ",صفة المشي على قدمين",.