وصف الكتاب
يعود بنا الكِتاب إلى أوّل مذكّرةٍ مطبوعة من مذكّرات رحلات الحجّ باللّغة الأرديّة في العام 1871، ولا تقتصر فائدته على الببليوغرافيا الشاملة لأبرز مذكّرات رحلات الحجّ التي دُوّنت بالأرديّة في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين فحسب، بل يحمل القارئ معه إلى تلك الأزمنة، ويُطلعه على ما كان يتكبّده المُسافر من مشتقّات في ظلّ عدم توافر التسهيلات المُتاحة اليوم.
يُسافر القارئ العربيّ مع هذه المذكّرات، فيطّلع على ما عاينه الحاجُّ من وقائع في الطريق التي يسلكها للوصول إلى أرض الحجار، ويتابع أخبارَ الرحلة إلى مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، وتفاصيل زيارة المَقامات الحجازيّة المقدِّسة، ومنها الكعبة المشرّفة والصَّفا والمَرْوَة ومِنَى وعَرَفَة ومزدلفة، مُعايشاً بذلك اليوميّات والتقارير والخواطر عن الأحدث التي رآها الحاجّ بأمّ عَينَيْه في أثناء رحلته.
لذا وصف العلاّمة الهنديّ شبلي النعمانيّ (1857- 1914) هذه المذكّرات بقوله ",إنّ مذكّرة الرحلة تشكِّل جزءاً مُثيراً من حلقات التاريخ، إلاّ أنّها زاخرةٌ بإحتمالات الأخطاء بالقدر نفسه الذي تُثير فينا الإعجاب",.
تتيح هذه المذكّرات بالتالي للقارئ أن يسافر ذهنياً في هذه المرويّات كلّها، وأن يجد في صفحاتها صدىّ روحانيّاً معبِّراً عن قوّة المشاعر الدينيّة وعشق الله ورسوله.
ولعلّ الفطرة والبساطة اللّتين طُبعت بهما هذه المذكّرات وُوسِمت بهما أساليبها، جعلتها غنيّة بالمشاعر التي تتراوح بين الدفء والرقّة، والشعور بالندم، والطهارة، والإيمان، والتجلّي والحلم.