هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب
قراءة و تحميل pdf فى كتاب : علم النفس في المجال التربوي؛ التربية الحديثة وتنمية التفكير العلمي
يشعر المؤلف أننا في عالمنا العربي بحاجة ماسة في هذا العصر إلى تنمية القدرات والسمات والميول والاستعدادات الإبداعية في الفرد العربي وخاصة في الأجيال الصاعدة. ويرى أنه في الإمكان خلق المواطن المبده أو تكوين الفرد المبدع أو إعداده وبذلك في وسع مجتمعنا العربي أن يزيد من عدد المبدعين فيه وذلك من منطلق أن الإبداع ليس قدرة واحدة فطرية وإنما هو مجموعة من السمات الشخصية إلى جانب القدرة الفطرية. من ذلك سمات المثابرة والطموح والإيجابية والصبر والجلد والانفتاح الذهني والرغبة في اكتساب المعرفة الجديدة والمرونة الفكرية والطلاقة وعدم الجمود أو التحجر أو الرجعية: أو التمسك بالقديم والانغلاق عليه. ومما يؤكد إمكانية تنمية الإبداع في أكبر عدد ممكن من أبناء المجتمع العربي أن ألإبداع لا يعتمد كثيراً على الذكاء باعتباره قدرة فطرية يولد الإنسان مزوداً بقدر محدد من الذكاء. فلقد تبين في كثير من الدراسات أنه يكفي للإنسان يأن يجتمع بقدر معقول من الذكاء يفوق المتوسط بقليل، كي يكون مبدعاً إذا توفرت السمات الأخرى: المبدأة والمرونة والتلقائية والمثابرة والطموح وتقدر هذه النسبة بـ(120) نسبة ذكاء.
فالإبداع يرتبط بالظروف التربوية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة في المجتمع، ولعل ذلك ما يفسر انتشاره في بعض المجتمعات أكثر من غيرها. ومؤدى ذلك أننا نستطيع أن نحسن ونجود ونزيد من إتقان عمليات التنشئة الاجتماعية والتعامل مع أجيالنا الصاعدة وأن نوفر لهم الإمكانات التي تساعدهم على تنمية قدراتهم وسماتهم الإبداعية، فكيف يتسنى لنا ذلك؟ ومن الأمور البديهية أن تنمية الإبداع لا تعتمد فقط على المؤسسات التربوية وإنما الحقيقة أنها قضية مجتمعية تسهم فيها كافة مؤسسات المجتمع ومن أظهر هذه المؤسسات، مؤسسة الأسرة والمدرسة والجامعة ومراكز البحث العلمي والمعاهد العليا ومراكز وإدارات التدريب والمؤسسات الإعلامةي أو مؤسسات الثقافة الجماهيرية كالإذاعة والتلفاز والصحف والمجلات والدوريات والكتب والكتيبات والنشرات وإنشاء المعامل والمختبرات والمكتبات العامة وعقد المهرجانات والندوات والمؤتمرات وتعميم برامج، مثل: مكتبة الأسرة أو القراءة للجميع ونشر الثقافة العلمية وتبسيطها وجعلها في متناول الجميع. وتعويد الشباب على إنتهاج المنهج العلمي الموضوعي والمنطقي في التفكير وفي السلوك وتكوين اتجاه إيجابي مؤيد للعلم ومناهجه وتكوين عادات البحث العلمي الرصين والالتزام في العمل، والتفكير بالموضوعية والتخطيط والبعد عن العفوية والفطرية والعشوائية والمحاولة والخطأ والبعد عن عادات التسرع في إصدار الأحكام واتخاذ القرارات والإيمان بالتخطيط وجدواه وبالحلول العلمية ووحدها لما يجابه المجتمع من المشكلات.
ولا يستقفيم أن يوجد التفكير العلمي الإبداعي جنباً إلى جنب من التفكير الخرافي والاعتقاد في أمور كالسحر والشعوذة والنصب والدجل والأرواح الشريرة والأسياد وكافة أنماط العادات الخرافية والتي نأمل أن تبددها أنوار في العلم ومناهجه وتبعدها عن مجال الممارسة العملية. ولا شك أننا نعيش في عصر التنمية الشمولية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإدارية والزراعية والصناعية والسياحية والتربوية التجارية، تلك التنمية التي يتعين أن تمتد لتشمل القرى والنجوع والمناطق الصحراوية والنائية البعيدة ولا ينبغي أن تتركز فقط في المدن الكبرى. التنمية الممتدة جغرافياً. وكذلك التنمية المستمرة أو المتصلة أو المستدامة التي لا تعرف التوقف عند حد معين، ذلك لأن غيرنا من دول العالم لا يتوقف عند مستوى معين من التنمية ولا بد لنا أن نواكب في حركة تطورنا أحداث ما يصل إلى العالم وإلا كتب علينا التخلف والتأخر. وعلم النفس التربوي وتقنياته لهم في أرقى وأسمى وأغلى وأثمن أنماط التنمية، هي التنمية البشرية، وفي هذا الكتاب استعراض لأساليب التربية الابتدائية ولمشكلة الإبداع ومشكلة الخرافة وكيفية القضاء عليها في أذهان الشباب.