وإن تحقيق تنمية بشرية حقيقية في فلسطين يتطلب إزالة الاحتلال الإسرائيلي ، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية التي تتمتع بكامل السيادة.
وفي ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي يشهدها المجتمع الفلسطيني خاصة في قطاع غزة إثر الانسحاب الإسرائيلي منه في 21 أغسطس 2005–بعد أن أعمل فيه خراباً وتدميراً سواء للعنصر البشري أو البيئة المادية والأرض الفلسطينية وما عليها من مؤسسات و بنى مجتمعية – تأتي أهمية إعادة بناء قطاع غزة وتحريره من رواسب الاحتلال النفسية والثقافية ، وإكسابه الثقافة التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة وكذلك المهارات اللازمة لبناء مجتمع جديد تسوده الحرية والتقدم ، ليأخذ مكانه بين شعوب العالم المتحضرة .
وانطلاقاً من المعطيات السابقة يأتي هذا البحث ليسهم في تقديم رؤية تربوية إسلامية لمتطلبات التنمية البشرية في فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة، سواء من حيث تنمية القدرات البشرية الفلسطينية أو توظيفها في عملية البناء.
وينتمي أصل البحث إلى رسالة دكتوراه أعدها المؤلف للحصول على الدكتوراه في عام 2009 من معهد البحوث العربية بالقاهرة، وعندما تيسر له نشرها هاهو يقدمها بين يدي القارئ، مع تعديلات طفيفة تناسب نشر البحث ككتاب، مع ملاحظة أن الإحصائيات الواردة للواقع الفلسطيني كانت تمثل واقع ما قبل البحث أي قبل عام 2009.
والله أسأل أن يجعل هذا العمل في ميزان حسنات مؤلفه، وأن ينفع به من قرأه، ليكون لبنة في تحرير وتنمية فلسطين بإذن الله.