ارض الكتب
|
هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب

ملخص كتاب مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام

الرئيسية
/ جورج طرابيشي
/
/ مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام
ارض الكتب  مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام



المصدر : إنجز كتاب

الملخص

1- المركزية الأوروبية والصراع على تاريخ العقل:
صار تاريخ الفلسفة تاريخ لصراع أنثروبولوجي بداية من القرن التاسع عشر. فالحضارة الأوروبية الغربية، التي ترى نفسها حضارة عقل مطلق، أعادت على ضوء هذه القراءة النرجسية قراءة تاريخ الفلسفة. فكانت النقطة المركزية هي تغريب العقل اليوناني بوصفه العقل المؤسس للحظة ميلاد الفلسفة. هذا العقل جرى فصله عن منبعه في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط نحو الغرب الأوروبي الذي لم يسمهم في تغذيته بقطرة واحدة.

هذه الجغرافية الفلسفية الخيالية قد اصطدمت بعقبة: نهر الفلسفة اليونانية الذي انتهى فعليًا إلى أن صبّ في المجرى الأوروبي وقد كان قبل ذلك قد مر بتحويلة شرق أوسطية لا سبيل إلى التكذيب بها. وقد جرى إغفال هذه التحويلة وإنكارها والطعن في واقعيتها.

وأبرز من قام بمهمة الإنكار هذه هو إرنست رينان، بدعواه من أن البحث الشجاع والفلسفي عن الحقيقة هو قسمة (العرق الهندي – الأوروبي) في مقولته المشهورة: "من العسف أن نطلق اسم فلسفة عربية على فلسفة لا تعدو أن تكون استدانة من اليونان، وما كان لها أي جذر في شبه الجزيرة العربية، فهذه الفلسفة مكتوبة بالعربية ليس إلا".

إن الدعوة الرينانية تبطن تناقضًا داخليًا عميقًا. فهي إذ ترمي الفلسفة العربية بأنها مكتوبة بالعربية ليس إلا، تتجاهل أن الفلسفة اليونانية نفسها ما كانت يونانية بقدر ما كانت مكتوبة باليونانية. وإذا كان رينان يلاحظ أنه من بين الفلاسفة والعلماء الموصوفين بأنهم عرب، ما كان ثمة وجود تقريبًا إلا لواحد فقط من أصل عربي هو الكندي، فإننا نستطيع أن نلاحظ أن أكثر الفلاسفة والعلماء اليونانيين ما كانوا يونانيين، وأن أثينا نفسها لم تنجب سوى سقراط وأفلاطون، بينما كان هناك عشرات الفلاسفة من ذوي الأصول السورية أو المصرية كتبوا باليونانية. وهذا التناقض لم يمنع "العدمية الفلسفية" من أن تجد لها أنصارًا، فأحمد أمين نفسه ليجزم بأن الفلاسفة العرب كانوا "كالمفوضية اليونانية في البلاد الإسلامية".

وفي حين أن الدعوة الرينانية لا تفرق بين المسيحية والإسلام في العداء مع الفلسفة، لكنها تفرق بينهما بأن المسيحية انتهت إلى أن تكون حاضنة لها، بينما اضطهد الإسلام على الدوام العلم والفلسفة.

2- عذابات الفلسفة في المسيحية الأولى - الجزء الاول
إن المسيحية كالإسلام، دين وحس، ومرجعيتها مثله إلى نص أول مُطلق ينتزع إلى تأسيس نفسه في عقيدة قويمة. وكانت المسيحية مصادمة لروح الفلسفة اليونانية في نقطتين: التجسد الإلهي والخلق من عدم.

كانت الفلسفة اليونانية توجه خطابها إلى النخبة المثقفة، وكان إتقان اليونانية بوصفها لغة الثقافة هو الشرط الأول للانتماء إلى تلك النخبة. وبالمقابل، فإن المسيحية كانت تمارس تبشيرها بلسان الحواريين، وكان الجمهور الذي تتوجه إليه يتألف من العامة/البسطاء، وكان معظمهم من الأميين الذين لا مدخل لهم إلى النصوص الدينية إلا بواسطة معلم.

وقد امتد الصدام بين المسيحية الأولى والثقافة اليونانية إلى الجانب الأبستمولوجي. فالبرهان هو لغة العقل، أما النبوة فخطاب من الوجدان إلى الوجدان. يقول القديس بوستينس: "في عهود أقدم من عهود الفلاسفة، وجد بشر سعداء، أعزاء عند الله، تكلموا بلغة الروح القدس وحكوا عن المستقبل تكهنات هي اليوم قيد تحقق، وهؤلاء هم من يسمون بالأنبياء، ما بالبرهان تكلموا، بل فوق كل برهان كانوا شهداء موقرين على الحقيقة". وقد ادعى المسيحيون أن مذهبهم يتفوق على كل مذهب بشري، فالمسيح هو من ظهر لهم، إذ كل ما قاله واكتشفه الفلاسفة فإنما توصلوا إلى اكتشافه بفضل تأثير جزئي من المسيح.

وامتد الصدام ليشمل الحقل الأيديولوجي؛ ليتخذ شكل حملة عنيفة شعواء شنها الشق الذي اعتنق المسيحية من الأنتلجنسيا الناطقة باليونانية على الفلسفة "الوثنية". ولم يكتفِ بولس الرسول، المؤسس الثاني للمسيحية، بتحذير معتنقي الديانة الجديدة من "خدعة الفلسفة الباطلة"، بل أعلن الاستغناء عن الحاجة إلى الحكمة البشرية بعدما بزغت الحكمة الإلهية.

وفي هذا السياق، ولدت نظرية "سرقة الفلسفة": فالفلسفة الحقة هي الحكمة النبوية، وأقدم الفلاسفة هم الأنبياء، والفلاسفة ما زادوا على أن انتحلوا الأنبياء، بانتحالهم حكمة الأنبياء وتحريفها وتشويهها. وأن الفلسفة ليس لها تاريخ تقدم، بل تاريخ انحطاط، ولولا المسيحية لتوالى هذا الانحطاط.

ومع انتشار المسيحية في القرن الثالث، غدت صفة "اليونانية" نفسها منبوذة، سواء أأطلقت على الفلسفة أم الحضارة إجمالًا، ثم باتت مرادفة لـ "الوثنية". ومن هنا فإن كتاب "تعليم الرسل"، وهو الكتاب الأساسي للعقيدة المسيحية، يحث المؤمنين على الامتناع التام عن قراءة كتب الوثنيين الشيطانية؛ لأن الإنجيل وحده ينبغي أن يقدم الغذاء للحياة العقلية للمسيحي.

كما صدر مرسومان إمبراطوريان بتحريم كتب فرفوريوس وحرقها: مرسوم أول أصدره قسطنطين عام 323م بعد عشرة أعوام من مرسوم ميلانو الذي أباح الحرية الدينية، ومرسوم ثانٍ أصدره بعد قرن وربع الإمبراطوران فالنتينيانس الثالث وثيودوذس الثاني، وأمر بوجوب حرق كل ما كتبه فرفوريوس ضد العبادة المقدسة للمسيحيين. وقد جاء في حيثيات المرسوم: "نحن لا نشاء أن تصل حتى إلى آذان الناس كتابات من شأنها أن تغضب الله وأن تؤذي النفوس".

3- عذابات الفلسفة في المسيحية الأولى - الجزء الثاني
4- الفلسفة في المدينة الإسلامية من المواطنة إلى المنفى - الجزء الاول
5- الفلسفة في المدينة الإسلامية من المواطنة إلى المنفى - الجزء الثاني



كتب اخرى للمؤلف

كتب فى نفس التصنيف

اقسام الكتب ذات صلة

ارض الكتب - الدين الاسلامى الدين الاسلامى
ارض الكتب - القرآن الكريم القرآن الكريم
ارض الكتب - الفقه الاسلامى الفقه الاسلامى
ارض الكتب - الاسلام الاسلام
ارض الكتب - الاداب الاداب
ارض الكتب - التراجم والانساب التراجم والانساب
ارض الكتب - الروايات الروايات
ارض الكتب - ادب الاطفال ادب الاطفال
ارض الكتب - ادب الاساطير ادب الاساطير
ارض الكتب - شعر و قصائد شعر و قصائد
المزيد من أقسام الكتب

مؤلفو الكتب

ارض الكتب - ابراهيم الفقى ابراهيم الفقى
ارض الكتب - نجيب محفوظ نجيب محفوظ
ارض الكتب - محمد متولى الشعراوى محمد متولى الشعراوى
ارض الكتب - ستيفن كوفى ستيفن كوفى
ارض الكتب - روبرت جرين روبرت جرين
ارض الكتب - مصطفى لطفى المنفلوطى مصطفى لطفى المنفلوطى
ارض الكتب - جبران خليل جبران جبران خليل جبران
ارض الكتب - نعوم تشومسكى نعوم تشومسكى
ارض الكتب - بلاسم محمد ابراهيم الزبيدي بلاسم محمد ابراهيم الزبيدي
ارض الكتب -  سامي احمد الزين  سامي احمد الزين
المزيد من مؤلفى الكتب