ملخص كتاب الفردوس الأرضي
المصدر : engzketab
الملخص
1- التيار المعادي للتاريخ والأيديولوجيا الملتزم بفكرة التقدم العلمي باي ثمن
في العصر الحديث في الغرب ، وبانتشار الفلسفات البرجوازية بتقديسها للأشياء وللمادة، بدأ يظهر نوع جديد من الحساسية اسمه ",الحساسية الفردوسية ",، وتلك الفلسفات تنسب لنفسها القدرة على تحقيق الفردوس في الأرض ",الآن وهنا", باشباع كل رغبات البشر، والذي حدث أن استسلم الناس لها وأسلموا لها القيادة متبعين ’خر الأساليب العلمية التي لا يعرفها بطبيعة الحال إلا العلماء؛ وذلك حتى يتسنى الوصول في أسرع وقت من خلال أقصر طريق إلى الفردوس الموعود. وهذا المنطق خطر للغاية؛ فهو ثوري في مظهره رجعي في جوهره؛ فهو في مظهره يحل النجاح العاجل في الدنيا محل أي نجاح آجل غيبي في الآخرة، كما يؤكد اهمية السعادة الدنيوية المباشرة. ولكنه في جوهره ينطوي على رفض للمواضيع الاجتماعية وللحدود التاريخية، كما أنه ينطوي على رفض لفكرة التناقص التي هي عماد أية رؤية ثورية تاريخية. فالإنسان يعيش كجزء من الطبيعة شأنه في هذا شأن الكائنات العضوية الأخرى. يولد ويموت، وينطبق عليه ما ينطبق عليها من قوانين طبيعية حتمية، إن دخل النار احترق، وإن ألقى بنفسه من ارتفاع شاهق دقت عنقه، وحينما تفسد خلايا جسمه فهو يتحلل ويتحول إلي تراب تذروه الرياح. ولكنه إلي جوار هذا يعيش في بناء مستقل عن الطبيعة من صنع يديه، هذا البناء هو التاريخ، ولذا فالإنسان لا يخضع لقوانين الطبيعة وحدها وإنما يخضع لقوانين التاريخ أيضًا، وهي قوانين مغايرة لقوانين الطبيعة رغم ارتباطها بها ورغم اعتماد البيئة التاريخية على البيئة الطبيعية.
وقد لاحظ الدكتور المسيري أن هذا التيار الفردوسي المعادي للتاريخ والأيديولوجيا الملتزم بفكرة التقدم العلمي بأي ثمن، هو البناء الكامن وراء كثير من الأفكار سواء بين أعضاء اليمين أو اليسار. وقد وجد أنه قد يكون من المفيد أن يسجل انطباعاته وأن يكتب دراساته منطلقًا من إيمانه بالإنسان على أنه كائن طبيعي تاريخي يحلم دائمًا بالفردوس، لكنه يعيش في التاريخ، ولكن الإنسان في الولايات المتحدة يهرب من التاريخ ليعيش في الفردوس؛ فينتهي به الأمر في النهاية بأن يتحول الفردوس إلى جحيم.
2- البراجماتية الأمريكية والبرجماتية الصهيونية.. بين التطابق والتضاد. - الجزء الاول
لا يملك الدارس للوجدان الأمريكي والصهيوني إلا أن يلاحظ التشابه والتطابق بينهما على الرغم من أن
الحضارة الامريكية لا يزيد عمرها عن بضعة قرون، بينما تتباهي الحضارة اليهودية الإسرائيلية بأن لها تاريخ قديم قدم الإنسان. ولعل أهم صفات التشابه بين الوجدانين أن كليهما يرفض التاريخ بعناد وإصرار، أو على الأقل يحوله إلى أسطورة متناهية في البساطة. وقد بدأ التاريخ الأمريكي حينما استقل البيوريتانيون سفنهم وهاجروا من أوروبا إلى العالم الجديد هربًا من المشاكل التي أثارها التاريخ الأوروبي. والبيوريتانيون أو المتطهرون هم لفيف من البروتستانت المتطرفين الذين وجدوا أنه من العسير عليهم البقاء داخل الكنيسة الإنجليزية لأنها – حسب تصورهم – لم تبتعد بما فيه الكفاية عن عن النمط الكاثوليكي في العبادة بما فيه من طقوس وتماثيل وزخارف، وطالبوا ", بتطهير", العبادة المسيحية من كل هذه العناصر الداخلية التي لم يأت لها ذكر في العهد القديم أو الجديد.
ولعل نقطة التشابه الأساسية بين الوجدانين الأمريكي والصهيوني الإسرائيلي هو العنف العنصري؛ فرفض التاريخ نتج عنه تعامٍ عن الواقع وتجاهل لكل تفاصيله؛ ولذلك وقع البيوريتانيون والصهاينة في تناقضات رؤياهم المثالية القبيحة، رؤيا عالم جديد بريء بسيط لا يمكن أن يشيد إلا عن طريق العنف والإبادة (إبادة الهنود الحمر والفلسطينين)، الفردوس والجحيم في آن واحد.
ومصطلح رفض التاريخ هو مصطلح أساسي لفهم الفلسفة المادية، وهي الفلسفة المرجعية للثقافة الغربية، ومعناه ببساطة أنهم يرون الجانب المادي في الإنسان فقط دون الروحي؛ وبالتالي لا يتعاملون مع الإنسان باعتباره له تاريخ ومعتقدات وقيم وعادات وتقاليد تؤثر في سلوكه وحركته، بل يجب أن يكون ترس في المجتمع الحالي دون أي مرجعيات مسبقة، وهذا من أبرز أوجه القصور في هذا الفكر؛ حيث أنه بهذا الأمر يتعامل مع الواقع المادي بالرؤية التي يفرضها هذا الواقع؛ وبالتالي هذه الرؤية المادية والبرجماتية (النفعية) تفترض خضوع عقل الإنسان للأشياء، و تفترض عدم وجود ذات انسانية مركبة تحمل عبء وعيها التاريخي.
3- البراجماتية الأمريكية والبرجماتية الصهيونية.. بين التطابق والتضاد. - الجزء الثاني
4- عالم السلع الفردوسي.. كيف يغزو الإنسان ويقمع إنسانيته؟
5- الإنسان بين الأشياء والبراءة الأولى، بين فردوس بودهورتز المادي، وفردوس مالكوم إكس الروحي.
6- أمريكا والمرأة.. تحرير أم عبودية؟
كتب اخرى للمؤلف
كتب فى نفس التصنيف