شاع في الخطاب التحليلي العربي، أنَّ الصهيونية تَضرب بجذورها في (التوراة ) و (التلمود ) والتقاليد الدينية، وأعتقد أنَّ ثمة خللًا أساسيًا هنا؛ فالصهيونية - كما نحاول أنْ نبيِّن في هذه الدراسة - ذات جذور غربية، ثُم أُضيفت لها ديباجات يهودية، والجانب اليهودي في الصهيونية مهمته تجميل الصورة بسبب قدرته على حشد الجماهير لفكرة الصهيونية. وقد أدَّى هذا الخلل التصنيفي إلى خطأ الافتراضات التي تبدأ بها كثيرٌ مِن البحوث في العالَم العربي، وهذا يحدِّد - بطبيعة الحال - المجال الذي ترْصده هذه البحوث، وطريقة تصنيف المعلومات، والنتائج التي يصل إليها الباحث؛ فهي في معظم الأحيان ليس لها قيمة تفسيرية أو تنبُّؤية عالية. ولعلاج هذا الخلل؛ كتبنا هذه الدراسة التي تتناول هذه المشكلة.