ارض الكتب
|
هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب

ملخص كتاب الفلسفة الهندية

الرئيسية
/
/
/ الفلسفة الهندية
ارض الكتب الفلسفة الهندية



المصدر : إنجز كتاب

الملخص

يتمتع الفكر الفلسفي الهندي بثراء كبير وتراث ضخم يمتد تاريخه حتى إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين، لكنه لا يحظى بكثير من الاهتمام كذلك الاهتمام الذي تمكن الفكر الفلسفي الغربي من الحصول عليه. وعلى الرغم من أن الفكر الغربي قد تمكن من الفصل بين الدين والفلسفة، فإن ذلك الحد الفاصل بينهما غير موجود تقريبًا في الفكر الهندي حيث يمتزج ما هو ديني وروحاني بما هو فكري وفلسفي إلى حد يصعب التفرقة بينهما. وتكمن أهمية دراسة الفلسفة الهندية والتعرّف عليها في كونها تهدف إلى فهم الذات والوعي ومعنى الحياة من حولنا.

1- الفلسفة والدين/ التفكير والاعتقاد
يمكن تعريف طبيعة الدين على أنها الإيمان بالغيبيات إيمانًا مطلقًا لا يشوبه شك، بالإضافة إلى الإيمان بالعديد من التفاصيل الميتافيزيقية الأخرى كوجود قوة ومعرفة خارقة للطبيعة تفوق قوة ومعرفة البشر وتتمثل تلك في وجود الإله، كذلك يمكن تعريف طبيعة الدين على أنها مجموعة الممارسات والطقوس الدينية التي يتمكن من خلالها الأشخاص من تحرير أنفسهم من ذنوبهم ومواجهة مصير طيب بعد الموت؛ وذلك هو السبب في أن الأديان كثيرًا ما يُشار إليها على أنها أنظمة خلاص أو (سوتريولوجيا) وهي كلمة مشتقة من الكلمة الإغريقية (سوتر) وتعني الخلاص، وتوضح مدى ترابط المؤمنين وممارساتهم ومعتقداتهم بمصيرهم في هذه الحياة أو في حياة أخرى ما بعد الموت.

وقد جاء الفيلسوف الألماني (إيمانويل كانط) وقام بالفصل بين الرب وبين ما اعتقد أنه من الممكن معرفته عن طبيعة الأشياء من خلال التفكير، أي أنه قام بالفصل بين الفلسفة والدين، لكن وعلى الرغم من أن الفلسفة تهتم بالبحث والمعرفة عن الحقائق والأشياء، وليس الإيمان بأشياء لا يمكن إثباتها، فهناك الكثير من التشابهات بينها وبين الدين؛ حيث نجد أن كلاً منهما له موضوعاته الأساسية التي يقود الإنسان إليها كفهم حقيقة الكون وطبيعة الأشياء والتوصل لمعرفة إجابات أهم الأسئلة التي تتعلق بمصير الإنسان والحياة والموت. وعلى الرغم من ذلك التشابه في الموضوعات التي يتناولها كل من الدين والفلسفة، فإننا سنجد هناك اختلافات بين الطريقة التي يستخدمها كل منهما للقيام بذلك.

يعتمد الدين في شرحه للحقيقة وطبيعتها وطبيعة البشر والأشياء على الوحي المُقدم من الإله الذي يفوق البشر والكون بأكمله، وهو ما يعني أن تلك الحقائق تصبح لا جدال فيها بالنسبة للمؤمنين، على الرغم من أننا كثيرًا ما نعتمد على الشهادات اللفظية في حياتنا اليومية فالأشخاص الذين لم يسافروا مطلقًا إلى قارة (أنتاركتيكا) على سبيل المثال يسلّمون بصحة روايات الأشخاص الذين رأوا القارة في المكان المحدد على الخريطة.

لكننا سنجد أن الفلسفة ترفض الاعتماد على تلك الطريقة في الوصول إلى المعرفة والحقيقة حيث تعتبر عدم القدرة على التحقق من المعلومة أمرًا غير مقبول، كما أنه لا يمكن اعتبارها تقترب من الحقيقة؛ لذا فإن الفلسفة تهتم بحدود المعرفة التي تساعدها بدورها على الاقتراب من الحقيقة؛ كما أنها تهتم بوسائل المعرفة تلك كالاستنتاج والاستنباط والاستقراء والتفكير والنقاش العقلاني وغيرهم، وهو ما يعرف في الفلسفة باسم (الإبستيمولوجيا) أو نظرية المعرفة.

لم تكن الفلسفة والدين في الغرب منفصلان دومًا بهذا الشكل؛ حيث يمكننا أن نجد في فكر وفلسفة الفلاسفة الإغريق القدماء أجزاءًا كبيرة من التعاليم الدينية التي ظهرت فيما بعد، ثم بعد ذلك وقعت الفلسفة في الحقبة المسيحية في العصور الوسطى في يد فلاسفة متدينين مثل القديس (أوغسطين) والقديس (توما الإكويني)، وقد كانت تلك ذروة اندماج الدين والفلسفة معًا؛ حيث سعى هؤلاء الفلاسفة لحل المشاكل الدينية والفلسفية بدلاً من الفصل بينهما، بل سعوا كذك إلى إثبات وجود الرب ليس فقط من خلال الوحي والشهادات اللفظية، بل من خلال الفلسفة والنقاش العقلاني كذلك.

وقد استمر ذلك الوضع حتى جاء (كانط) الذي -على الرغم من تدينه وإيمانه -قام بالفصل بين الفلسفة والدين، كما قام بالتشكيك في مشروعية الخلط بين الإيمان والتفكير. أصبحت الفلسفة الغربية منذ ذلك الحين وحتى وقتنا هذا تعتمد على المعرفة العقلانية فقط، وتبحث في الحقائق التي يمكنها إثباتها والتوصل إليها دون أن تعبأ كثيرًا بطرح أسئلة تتعلق بالأفكار الإيمانية والميتافيزيقية التي لن تتمكن الفلسفة من الإجابة عنها بشكل قاطع، بل إن الفلسفة الغربية الحديثة لم تعد تتناول مسائل الأخلاق والخير والشر بالطريقة ذاتها التي تناولتها الفلسفة الغربية في السابق.

2- الفلسفة والدين في الفكر الهندي
عندما يتعلق الأمر بدراسة وفهم الفلسفة الهندية، فإنه يجب التعامل معها بالمعنى التقليدي والأصلي للفلسفة، وليس بالمعنى الحديث لها؛ أي أنها فلسفة ترتبط بتعاليم دينية وأخلاقية وكذلك أفكار روحانية تتجمع بعضها مع بعض لتكون (سوتريولوجيا) أي أنظمة خلاص. ولم يكن الفصل بين الدين والفلسفة مفهومًا في (الهند) حتى الفترة الأخيرة، عندما بدأت الإرساليات الغربية والأكاديميون الغربيون في الفصل بين السمات المختلفة للفلسفات الهندية من أجل أن تصبح مفهومة ومقبولة على نحو أسهل للتصور والفكر الغربي؛ حيث يواجه الدارسين للفلسفة الهندية من الغرب العديد من المشكلات الناتجة عن صعوبة الفهم.

من بين تلك المشكلات التي تدل على سوء فهم الغربيين للفلسفة الهندية هي مصطلح الهندوسية الذي أُطلق على دين (الهند) بأكملها، وهو تصرف بعيد تمامًا عن الصحة؛ حيث أنها تمتلئ بالعديد من الديانات والفلسفات والأنظمة الفكرية التي تختلف عن بعضها البعض بشكل لا يجعلها تندرج معًا تحت مصطلح واحد. ولا نجد أن ذلك المصطلح ظالم لهذا التنوع فقط، بل إنه ظالم للتراث الهندي كذلك الذي يمتد بعيدًا إلى ما قبل الميلاد تمامًا كتراث الفلاسفة الإغريقيين القدماء. وقد كان ذلك التراث يضم العديد من المدارس الفكرية والفلسفية التي عاشت بجوار بعضها البعض وتفاعلت مع بعضها البعض، لكن احتفظت كل منها باختلافاتها وتميزها.

وللفلسفة الهندية سمات ومعتقدات عديدة للغاية من بينها: استبصار الحقيقية؛ حيث لا تكتفي الفلسفة الهندية بالبحث عن الحقيقة ومعرفتها وفهم طبيعتها كباقي الفلسفات الأخرى بل تزعم أنه يمكن للمرء تحسين قدرته للحصول على تلك المعرفة للحقيقة من خلال بعض التمارين الذهنية، بالإضافة إلى ذلك هناك (الكارما) والميلاد المتكرر وهي تشير إلى أن الكارما هي العواقب التي يتلقاها المرء على أفعاله سواء كانت تلك الأفعال جيدة أو سيئة، والتي تؤثر على روحه وتُثقلها وتجعلها تبعث للحياة مرات أخرى باستمرار لتحسن من أفعالها أو تكفر عنها، لذا يجب على المرء السعي إلى عيش حياة طيبة والقيام بأفعال جيدة لتحرير روحه من دائرة الميلاد المتكرر تلك.

يُطلق على مصطلح الفلسفة في الفكر الهندي مصطلح (دارشانا)، والدارشانا الهندية أو الفلسفة الهندية تنقسم إلى ستة مدارس فكرية كلاسيكية وهي: (نيايا)، (فايشيشكيا)، (يوجا)، (سانكيا)، (ميمانسا)، (فيدانتا)، وتتم دراسة تلك الأنظمة وفقًا للسمات المتشابهة بينهما؛ لذا فإننا سنجد أنه يتم دراستهم والتعامل معهم على أنهم ثلاثة أزواج؛ حيث هناك تشابهات تضم (نيايا) و(فايشيشكا) معًا كما تضم (يوجا) و(سانكيا) معًا بالإضافة إلى الزوج الأخير وهو (ميمانسا) و(فيدانتا)، وبخلاف تلك الأنظمة الكلاسيكية هناك العديد من المدارسة الفلسفية والدينية والروحانية التي يزخر بها التراث الفكري الهندي.



كتب اخرى للمؤلف

كتب فى نفس التصنيف

اقسام الكتب ذات صلة

ارض الكتب - الدين الاسلامى الدين الاسلامى
ارض الكتب - القرآن الكريم القرآن الكريم
ارض الكتب - الفقه الاسلامى الفقه الاسلامى
ارض الكتب - الاسلام الاسلام
ارض الكتب - الاداب الاداب
ارض الكتب - التراجم والانساب التراجم والانساب
ارض الكتب - الروايات الروايات
ارض الكتب - ادب الاطفال ادب الاطفال
ارض الكتب - ادب الاساطير ادب الاساطير
ارض الكتب - شعر و قصائد شعر و قصائد
المزيد من أقسام الكتب

مؤلفو الكتب

ارض الكتب - ابراهيم الفقى ابراهيم الفقى
ارض الكتب - نجيب محفوظ نجيب محفوظ
ارض الكتب - محمد متولى الشعراوى محمد متولى الشعراوى
ارض الكتب - ستيفن كوفى ستيفن كوفى
ارض الكتب - روبرت جرين روبرت جرين
ارض الكتب - مصطفى لطفى المنفلوطى مصطفى لطفى المنفلوطى
ارض الكتب - جبران خليل جبران جبران خليل جبران
ارض الكتب - نعوم تشومسكى نعوم تشومسكى
ارض الكتب - بلاسم محمد ابراهيم الزبيدي بلاسم محمد ابراهيم الزبيدي
ارض الكتب -  سامي احمد الزين  سامي احمد الزين
المزيد من مؤلفى الكتب