الرئيسية

/

/

/ مقدمة قصيرة عن الرأسمالية

المصدر : إنجز كتاب

الملخص

يتمثل جوهر الرأسمالية في استثمار المال بتوقع تحقيق أرباح وجلب مال أكثر، فما هي الرأسمالية؟ وأين ولدت؟ وكيف انتقلت للعالم؟ وهل هي متماثلة في العالم كله؟ وما نتائج الرأسمالية؟ وما البديل عنها؟

1- الرأسمالية التجارية:
في بداية القرن ال17 أرسلت شركة الهند الشرقية البريطانية عدة رحلات إلى (الهند ولندن وإنجلترا... وغيرها) لجلب التوابل وبيعها في أسواق أوروبا، وحققت أول رحلتين ربح وصل إلى 95% على عكس الرحلة الرابعة التي خسرت السفن والطاقم وكل رأس المال.

يتمثل جوهر الرأسمالية في استثمار المال بتوقع جلب مال أكثر ناتج عن:

1- ندرة تلك السلع في أوروبا.

2- بُعد المسافة التي تجلب منها السلع.

وحين تتزامن عودة الرحلات يزيد المنتج في السوق ويقل السعر.

كانت الرحلات تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة لتغطية تكاليف الرحلة من إعداد سفن، وترميمها بعد العودة، وتوفير الطعام لطواقم السفن. ولتفادي بعض المخاطر كانت الرحلة تكوَّن من عدة سفن، وأحيانا يقسم رأس المال على عدة رحلات. وبعد العودة يقسم الربح على المساهمين.

ويمكن تحقيق أعلى أرباح بالتحكم في السوق واحتكار سلعة محددة بأن يشتري التاجر كل الموجود منها في السوق ولا يطرحها للبيع. ولم يكن الغرض من الإحتكار يقف عند رفع السعر فقط، بل كان لتحطيم المنافسين ودفعهم للإفلاس.

2- الإنتاج الرأسمالي:
في 1792 أسس (جيمس ماكونيل - جون كندي) شركتهم الخاصة لتصنيع ماكينات القطن برأسمال أولي 1770 جنيه استرليني. وفي 1800 وصلت ثروتهم إلى 22000 جنيه استرليني، وفي 1810 وصلت إلى 88000 جنيه استرليني، وبحلول 1820 أصبح لدى الشركة 3 مصانع وأصبحت أكبر شركة لغزل الأقطان في مانشيستر. أدى ذلك إلى جذب المستثمرين لدخول ذلك المجال؛ ففي 1819 كان عدد مصانع غزل القطن 344 وبحلول 1839 أصبحوا 1815 مصنع. مما أدى إلى زيادة الإنتاج وقلة الربح. كان الإنتاج يعتمد على الأيدي العاملة وأغلبها من الصبية منخفضة الأجور لخفض التكلفة.

أُسست الاتحادات العمالية ونُظمت الإضرابات للوقوف ضد استغلال أصحاب الأعمال للعمال، وبالرغم من قمعها، فقد نجحت في معركة رفع الحد الأدنى للأجور. ولكن أصحاب الأعمال استخدموا حيل أخرى لزيادة الإنتاج أهمها الوقت، فألغوا أوقات الراحة والإجازات، وفي أحدي المصانع كان يُعلق على عنق كل عامل عصا يشير لونها إلى مدى كفاءته وبناءً عليه يتحدد أجره. فكان العمال يبيعون جهدهم للحصول على أجر يشترون به ساعات الترفيه مما أنتج دورة رأسمالية متكاملة.