إنَّ مؤلِّف هذا الكتاب إيماناً منه بالدور العظيم والمقدَّر للأستاذ الجامعي في إثراء حركة التأليف والتعريب والترجمة يأمل أن يفي هذا الكتاب بمتطلبات برامج البكالوريوس والدبلوم العام والمتوسط لطلاب وفنيي الهندسة الميكانيكية وهندسة الإنتاج أو التصنيع، حيث يغِّطي الجزء الأول من هذا الكتاب مدخل للرسم الهندسي للأنظمة الميكانيكية. يتفَّق هذا الكتاب لغوياً مع القاموس الهندسي الموَّحد السوداني، ويُعد الكتاب مرجعاً في مجاله حيث يمكن أن يستفيد منه الطالب والمهندس والباحث ويعتبر الكتاب مقتبساً من مذكرات مؤلفه في تدريسه لهذا المقرر لفترة لا تقل عن عشرون عاماً. يهدف هذا الكتاب لتأكيد أهمية الرسم الهندسي كإجراء هام يلي التصميم الهندسي. حيث يتم رسم المنشآت الهندسية بالأبعاد التي يتم تحديدها في التصميم كرسومات بخط اليد الحر ومن بعد تمثيلها في شكل مساقط متعامدة من الزاوية الأولى أو الثالثة، أو في شكل مجسَّمات ثلاثية البعد (i.e. منظور هندسي أو اسقاط متوازي مائل). يشتمل هذا الكتاب على سبعة فصول. يستعرض الفصل الأول تعريفات أساسية للرسم الهندسي، أنواع الخطوط المستخدمة، أنواع الأقلام المستخدمة في الرسم الهندسي وكيفية سنَّها، بالإضافة لكيفية رسم الحروف والأرقام ومقاييس الرسم القياسية أو المعيارية. يتطرق الفصل الثاني للإنشاءات الهندسية من حيث كيفية تنصيف خط، تنصيف زاوية، إيجاد مراكز الأقواس، رسم دائرة مماسة لأضلاع مثلث من الداخل، رسم دائرة محيطة بقمم مثلث من الخارج، رسم شكل سداسي أو ثماني منتظم بمعلومية المسافة بين الأضلاع المستوية المتوازية أو بمعلومية المسافة بين الأركان، رسم شكل خماسي منتظم بمعلومية طول الضلع، بالإضافة لرسم أي شكل منتظم متعدد الأضلاع بمعلومية طول الضلع، وإيجاد محيط دائرة باستخدام الرسم المخططي. يتناول الفصل الثالث أسس ومبادئ التماس حيث يحتاج الرسَّام لتوصيل أقواس مماسة لخطوط مستقيمة وأقواس مماسة لأقواس أو دوائر أخرى وهذا يتطلب معرفة بأسس التماس. يتناول الفصل الرابع الاسقاط المتعامد لنقطة، لخط ولجسم مصمت حيث يستخدم في هذا الاسقاط أسلوبان للرسم هما أسلوب الزاوية الأولى وأسلوب الزاوية الثالثة. يستفاد من مثل هذا النوع من الاسقاط في استخلاص عدد من المساقط (i.e. مسقط أمامي أو رأسي، مسقط أفقي ومسقط جانبي) من مجسَّمات معقدة بها الكثير من التفاصيل الداخلية مثل صواميل، مسامير، براشيم، ثقوب نافذة وغير نافذة، تخويش اسطواني أو مخروطي وغيرها. هنالك أيضاً بعض الأمثلة المحلولة بأسلوبي الزاوية الأولي والثالثة. يناقش الفصل الخامس الأساليب المستخدمة في كتابة الأبعاد على المساقط (i.e. مساقط متعامدة، منظور هندسي أو اسقاط متوازي مائل) كالتقنية المستخدمة في كتابة الأبعاد على التجويف الاسطواني والتجويف المخروطي، توضيح الأبعاد على أنصاف الأقطار للأقواس والدوائر، كتابة الأبعاد على الزوايا، وتوضيح الأبعاد على الملامح الصغيرة جداً. يتطرق الفصل السادس للإسقاط المتناظر أو المنظور الهندسي الذي هو أسلوب لإنتاج مجسم ما وهو الاسقاط الذي يوضِّح ثلاث أوجه للمسقط في نفس الوقت. أما الفصل السابع فيتناول الاسقاط المتوازي المائل بنوعيه القلاعي والدولابي. إنَّ الكاتب يأمل أن يُساهم هذا الجهد المتواضع في إثراء المكتبة الجامعية داخل السودان وخارجه في هذا المجال من المعرفة ويأمل من القارئ بضرورة إرسال تغذية راجعة إن كانت هنالك ثمة أخطاء حتى يستطيع الكاتب تصويبها في الطبعة التالية للكتاب. والله ولي التوفيق المؤلف أسامة محمد المرضي سليمان كلية الهندسة والتقنية جامعة واي النيل الطبعة الأولى يناير 1995م الطبعة الثانية فبراير 2016م