يعد هذا التقرير جزءاً من مشروع المناير الشبابية الذي ينفذه المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي، ويستهدف المشروع الشريحة. الأكبر عددا والأكثر تأثيرا وهم الشباب من عمر 34-15 سنة وذلك لسماع صوت الشباب والاقتراب منهم والتعرف على مخاوفهم وآمالهم وتطلعاتهم وتحديد مشاكلهم ومعاناتهم وتصوراتهم وأراهم في التنمية والتغيير، والى دراسة وتقييم أوضاع الشباب الليبي الوضع سياسات تنموية للاستفادة من قدراتهم غير المحدودة. يقيم هذا التقرير مدى هشاشة الشباب في مرحلة انتقالية ما بعد الصراع اقل ما يطلق عليها انها مرحلة صعبة يواجهها الشباب حاليا، فالمجتمع الليبي شهد أثناء عملية الصراع والانتقال حركة تغيير تفرض علينا إعادة النظر في أساليب رعاية الشباب، ومن ثم تطوير استراتيجية وطنية لإدماج الشباب وتنميتهم. فالأوضاع المجتمعية والمتمثلة في سوق العمل المتغير. والبيئة الأمنية، والسياسية غير المستقرة جعلت الكثير من الشباب في مرحلة انتظار طويلة، ووضعتهم خارج دائرة التعليم والتدريب والعمل فحالة الشباب اليوم تثير القلق فالكثير من الشباب انتهى به الامر في الاقتصاد غير الرسمي ومخاطره الذي يتسم بظروف غير مستقرة، واجور متدنية، وانعدام فرص التدريب، والقدام الحماية الاجتماعية، حيث نجد العديد من الشباب يشتغلون في وظائف غير التي تعلموها اقل من مؤهلاتهم العلمية مما يؤدي الى عدم الرضا والإحباط. أو في الانضمام إلى التشكيلات المسلحة ومخاطرها أيضا، أو النشاط في الأنشطة المحظورة مثل الهجرة غير النظامية او التهريب ويركز التقرير كذلك على المشاركة وسماع صوت الشباب وعلى صحة الشباب. وعلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية للشباب، فقضايا الشباب كثيرة بل هي قضايا التنمية الحقيقية فالشباب.
هم الثروة الثمينة للمجتمع، والشباب هم التحدي وهم الأمل في ليبيا. وجاء هذا التقرير ليعبر عن هموهم
ومشكلاتهم وطموحاتهم، وقد اتبعث منهجية متعددة للاقتراب من الشباب وسماع صوتهم عبر المسح الوطني للشباب، وغير مجموعات النقاش وغير منصات الحوار الشبابية، لكي تتمكن من وصف، وتحليل، وتحديد التحديات، والفرص لحالة الشباب اليوم، ولكي تستطيع ان ترسم سياسات ناجعة تجعل الشباب هم الهدف. والوسيلة. لقد أسهم العديد من الخبراء والفنيين والباحثين والمساعدين وجامعي البيانات والمحللين الإحصائيين في كتابة هذا التقرير الأول من نوعه في ليبيا، ولهذا سمي بالتقرير الوطني الأول لحالة الشباب في ليبيا بدأ العمل على هذا التقرير في شهر فبراير 2022م واستمر الى بداية شهر يناير 2023م، وينقسم التقرير إلى ستة أجزاء تشمل اغلب القضايا الرئيسية. والجزء الأخير يحتوى على أهم ملامح السياسة الوطنية المقترحة لتنمية الشباب. وتتقدم بكل الشكر إلى إدارة المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي التي رعت ودعمت هذا العمل الوطني وإلى أعضاء فريق العمل الخبراء والفنيين والباحثين وكل من أسهم في هذا العمل المتواضع.
رئيس فريق العمل
د. محمود عمر عيسى