لقد وهبنا الله قدرة كبيرة على أن نكتب جزءا كبيرا من سيناريو حياتنا بأقلام إرادتنا ووعينا، ولكننا تنازلنا عن هذا الحق لغيرنا .. أرادنا أن نكون مبدعين وخلاقين واعين مفكرين يقظين، ولكننا فضلنا أن نكون مقلدين تابعين منقادين مسايرين، فعشنا على هامش الحياة، تنسخ شخصياتنا لتكون مثيلا كالآخرين نعتقد بما يعتقدون ، ونفكر بما يفكرون وندور في طاحونة الحياة كما يدورون، ويملون علينا ما يعتقدون وفي سيناريو حياتنا يكتبون ما يشاؤون.
الأمر الذي افقدنا ثقتنا بأنفسنا ككيانات روحية ملهمة منحها الله إمكانية المعرفة والعرفان وكشف الحقائق، فطمست على أثرها جوهر التجربة الروحية التي جعلها الله من أهم أهداف هذا الكائن الذي اختاره ليكون خليفة في الأرض.
لقد تغربت أرواحنا بهجرتها من موطنها الأصلي لتطور ذاتها وتقترب من معرفة خالقها، وبالتالي لا يمكن أن تترك عالمها ما لم تدرك ما ينبغي عمله في الحياة وما لم تكن لديها خارطة الطريق.
ولكن لم يفت الأوان بعد .. اليقظة الروحية تعيدنا للحياة من جديد، فالله سخر إمكانات العالم الآخر لخدمتنا وإرشادنا، علينا أن نبدأ ونوجه بوصلة قلوبنا نحوه .. فهو بانتظارنا.