يتناول هذا الكتاب فلسفة الحضارة والتاريخ عند المفكر والفيلسوف العربي عادل العوا من خلال أوراق الشباب. عادل العوا أحد أبرز مفكري العالم العربي وأكثرهم أهمية في القرن العشرين. كان من الرَّعيل الأول الذي وضـع حجر أساس الدراسات الأدبيَّة والفلسفيَّة في الجامعة الـــسُّوريَّة وقد أســــهم في ذلكَ بنصـيب وافر، ولا سيَّمَا في تأسيس الدراسات الفلســـــفيَّة والاجتماعيَّة، وقبل ذَلكَ كان من المســاهمين في تأسيــس كليات الآداب والتربية والعلـــوم وأول عميد للمعهد العالي للتربية الذي ضم هَذه الكليات معاً ثُمَّ انقسمت بعد ذَلكَ.
تخرجت على يديه أجيال جدُّ كـثيرة من الـمثقفين العرب عموماً والسوريين خصـوصاً، ومن هذه الأجيال كثيٌر جدًا من الـمفكرين والباحثين الكبار الذين يشغلون مكانا أساسيًّا من الساحة الفكريَّة العربيَّة الـمعاصرة، ومن هذه الأجيال أيضاً كان الأســاتذة الجامعيون من أكثر من جيل، ولذلكَ لا يمكن لأحدٍ أن يتنكر لـمكانته العليَّة السـامية، ولأهميَّة الدور الذي لعبه الدكتور عـادل العوا وزملاؤه من أبناء جيله في بناء أجيال الـمفكرين والباحثين الـمتتالية؛ التي تشغل كامل الساحة الفكريَّة العربيَّة الرَّاهنة.