الفكر أعمق من اللغة، يمثلّ فضاء متناهيّ الابعاد ليس له حدود زمانية أو مكانية، فعندما يكسر ذلكّ القيد يدخل الفرد في أفاق غير محدودة؛ أما اللغة فهيّ بمثابة أذونات للفكر، تعمل على نقل الفكر من حيز مكاني او جغرافي معين الى حيز أخر يختلف في البناء القيمي، يعمل على تحديد تأثير أكبر مما هو عليه في الواقع، تجاوز تلكّ الحدود يشكلّ خطر كبير على الفرد، فقد ينتقل من العقلانية الى اللاعقلانية، نتيجة تصادم الفكر الناشئ داخل الفرد في البيئة المحيطة الرافضة لهذا الفكر، تغيير طبيعة المجتمع لأي فكر ما ليس في الامر اليسير، حيث أن الاخير أدلجة فكره ترتكز على الاعتياد على الفكرة في معناها الوجودي.
للجسد عقلان؛ هناك من يقرأ في لسانه وأخر يقرأ في عقله، والفرق بينهما كبير جدًا؛ الاول معروف والجميع يعلم به (الدماغ)، فيما أن الثاني هو القلب (اللاوعي)، فكلّما كنت متسامح ومتفهم لكّلّ ما يدور حولكّ من جدل، سوف يدفع بك القلب الى التفكر، ففي بعض الاحيان تسعى للقيام بأشياء يطلبها منكّ عقلكّ، يقوم قلبك بردعك، فأن كان شعور الايمان في القلب، فكيف لقلب لا يعي؟ أن يحمل كم هائل من المعرفة المسبقة للأحداث التي تنشأ.
الحق ؛مسألة أخلاقية أكثر مما هيّه مادية، تغليب الرؤية الدينية على الرؤية المادية من ضروريات العيش الكّريم، الإيمان مثل المال؛ فإذا لم تجد شيء تصرف به هذا المال فلا نفع من وجوده، حتى الإيمان اذا لم يدفعك لفعل الخير أو أن تقول كلّمة حق لا تخاف فيها لومة لائم، فلماذا هذا الإيمان موجود وما النفع من ايمانك إن لم يدعو لتغيير حالتك من انسان سيء إلى شخص جيد.