وصف الكتاب
يواجه العالم اليوم تحديات بيئية خطيرة جدا أهمها تغير المناخ والاحتباس الحراري التلوث البيئي وتراكم النفايات، إهدار الطاقة ونضوب الموارد؛ إذ يعتبر النشاط الإنساني - نشاط المنظمات والأسر أساسا - المسؤول- الرئيسي عن هذا التدهور المناخي والبيئي . إلا أن نشاطات المنظمات هي الأكثر تأثيرا على البيئة الطبيعية من خلال التوليد اليومي للنفايات (خاصة القطاع الصناعي) واعتماد أنظمة إنتاج واستهلاك غير مستدامة وسلوكيات موظفين خالية من الثقافة البيئية.
لقد أدت الضغوط المتزايدة على قطاع الأعمال إلى أن تصبح المنظمات اليوم أكثرا إدراكا لتأثيرها البيئي الكبير وأكثر وعيا بمسؤولياتها اتجاه حماية البيئة فاتجهت نحو مسار تخضير نشاطاتها التسويق الأخضر إدارة سلسلة التوريد الخضراء التمويل الأخضر، تكنولوجيا المعلومات الخضراء، إدارة الموارد البشرية (الخضراء) لتصبح أكثر استدامة و",منظمات صديقة للبيئة",، بل أصبح ",التوجه ",الأخضر", وتطبيق الممارسات الخضراء ضرورة استراتيجية وميزة تنافسية للمنظمات في بيئة الأعمال الحالية .
إن تطبيق", التوجه الأخضر ", في المنظمات يستلزم وجود موظفين صديقين للبيئة في قيامهم بمهامهم وأدائهم لوظائفهم، ولذا اتجهت المنظمات نحو تبني ممارسات إدارة الموارد البشرية الخضراء كون أن لها دورا حاسما في التنفيذ الناجح ",للتوجه الأخضر", للمنظمات من خلال تعزيز الثقافة الخضراء بين الموظفين وخلق السلوك الأخضر لديهم لدعم الاستخدام المستدام للموارد داخل المنظمات . إنّ إدماج الإدارة البيئية للمنظمات في إدارة الموارد البشرية يقتضي إعادة التفكير في المفاهيم الأساسية لإدارة الموارد البشرية أهدافها، وظائفها مساراتها، نشاطاتها واستراتيجياتها بطريقة صديقة للبيئة بهدف الملائمة مع احتياجات الاستدامة التنظيمية، وهو ما يواجه صعوبات وعوائق خلال الممارسات التنظيمية الخضراء المتعلقة بالموارد البشرية ويطرح تحديات عديدة
كمدى التزام المنظمات بالرؤيا الخضراء ووجود قيادة خضراء تعزز السلوكيات الخضراء ويواجه صعوبات وعوائق جمة أيضا. يهدف هذا الكتاب إلى الوقوف على آخر التطورات التي عرفتها إدارة الموارد البشرية الخضراء على المستوى النظري - التأصيل النظري لهذا المفهوم - والعملي من خلال التطرق إلى واقع ممارسات إدارة الموارد البشرية الخضراء في منظمات الأعمال في العالم وتحديات تطبيقها والعوائق التي تقف أمامها .