كتاب ممتع بصل بالأمور إلى جذورها ويربطها بها... والمتعة التي ينضح بها هذا الكتاب تأتي من الطموح اللامحدود في ما فتئ يُحرك مخيلة الإنسان ويثير هواجسه ويطلق خبايا نفسه شعراً ورسماً ونحتاً وموسيقى... عنيت هذا الهاجس الملح الذي يربط الإنسان بالله وبالقوى التي أوجدها ليفسر بها كل شيء والتي لم يستطع العلم، بكل ما أوتي من قوة إقناع ونفاذ حجة إلاّ أن يكتشف هذه الظواهر ويحاول تفسيرها واستخدامها بالشكل الأفضل الذي يناسبه... أما سلوكه فكان قلعة عَصِيّةً عليه فما زالت ",المعتقدات القبلية", ضاربة جذورها في سلوكنا، كما كان الأمر عليه في أجدادنا.. المتعة الكبرى التي تكمن في هذا الكتاب هو أنه مرآة لنا.. نرى فيه أنفسنا الموغلة في التاريخ ونرى أنفسنا نتشارك مع جدودنا فيما اكتشفوه، فتكتشفها على حقيقتها.

إنه كتاب لا يتوقف عند حدود العادات والتقاليد وإنما يذهب بنا إلى حكاية الاكتشافات والاختراعات فيحكي لنا كيف تمّ اكتشاف الآلة وما هي الصدفة التي أوجدتها وكيف تمّ تطويرها، الخ...