وصف الكتاب
لقد اشتمل القرآن العظيم، على الكثير الطيب من مصالح المعاش والمعاد. وأحاط بمنافع الدنيا والدين، تارة إجمالاً، وتارة تفصيلاً، وتارة عموماً، وتارة خصوصاً، وأما مقاصد القرآن الكريم التي يكررها، ويورد الأدلة الحسية والعقلية عليها، ويشير إليها في جميع سورة، وفي غالب قصصه وأمثاله، فهي ثلاثة مقاصد، يعرف ذلك من له كمال فهم وحسن تدبر، وجوده تصور، وهذه المقاصد هي إثبات التوحيد، إثبات المعادن إثبات النبوات. ولما كانت هذه المقاصد الثلاثة، مما اتفقت عليه الشرائع جميعاً، كما مكن ذلك الكتاب الغريز في غير موضع، أحب ",محمد بن علي الشوكاني", أن يتكلم هاهنا على كل مقصد منها بإيراد ما يوضح ذلك في الكتب السابقة، وعن الرسل المتقدمين، مما يدل على اتفاق أنبياء الله وكتبه على إثباتها، لما في ذلك عظيم الفائدة.