يُسعدني أن أطرح بين أيديكم هذه المادة العلمية الثرية، و المتعلقة بمجال فن الإقناع، على أنني قد تعمدت أن أوجزها و أخطها بأسلوب سهل و سلس، و ذلك من أجل التخفيف على الطالب المتدرب، و كذا حتى تكون مادة سهلة الهضم و في متناول الجميع..
إن فن الإقناع - في واقع الأمر - لا تحتاج إليه فقط الشخصيات السياسية المحنكة أو الشخصيات القائمة بإدارة التفاوض أو الشخصيات القائمة على إستراتيجيات التسويق أو أي شخصية أخرى متعلقة بهكذا أعمال قائمة على أسلوب الإقناع ببراعة كما يظن البعض..
بل إن فن الإقناع يحتاج إليه الكل..
يحتاج إليه الزوج في مخاطبة زوجته و العكس..
يحتاج إليه الأب من أجل مخاطبة أبنائه و العكس..
يحتاج إليه التاجر في دكانه من أجل مخاطبة زبائنه و العكس..الخ
و إذا قسنا ما تقدم على كل ما يمر بالفرد من بداية يومه إلى بداية يومه التالي، لوجدنا أن كل واحد منا يحتاج إلى هذا الفن الذي هو من بين الفنون الهامة في عصرنا الحالي..
و لذلك قبل أن نلج إلى مضمون فن الإقناع، يترتب علينا أولا معرفة هته الأشياء الهامة، إذ لا يظن المتكون في هذا الفن و كذا المتدرب على هذا الفن أنه مجرد فن ينحصر في مجالات أو أوقات معينة، بل يجب علينا أن نؤمن و باعتقاد جازم أننا نتمرن على أدوات و عادات جديدة ينبغي علينا أن نتعامل معها يوميا و على مدار الزمن و من دون أيما انقطاع..