وصف الكتاب
الإتصال اللغوي لا يتعدى أن يكون بين متكلم ومستمع، أو بين كاتب وقارئ، وعلى هذا الأساس فإن اللغة فنوناً أربعة هي: الإستماع، والكلام، والقراءة، والكتابة؛ وهذه الفنون الأربعة هي أركان الإتصال اللغوي، وهي متصلة ببعضها تمام الإتصال وكل منها يؤثر ويتأثر بالفنون الأخرى، فالمستمع الجيد هو بالضرورة متحدث جيد، وقارئ جيد، وكاتب جيد؛ والقارئ الجيد، هو بالضرورة متحدث جيد وكاتب جيد؛ والكاتب الجيد لا بد أن يكون مستمعاً جيداً وقارئاً جيداً…
هذه النظرة إلى اللغة تقوم على أساس التكامل بين فنونها بدلاً من التفتيت والتجزيء الحاصل نتيجة تدريسها كفروع في مواقف مصطنعة لا يجمع شتاتها جامع، فاللغة كالكائن الحي يؤثر كل جانب من جوانبه في الجوانب الأخرى، فنحن نستطيع في جميع الأحوال وفي جميع المراحل أن نعلم التعبير من خلال القراءة، وأن نربط بين التعبير والقواعد، والتعبير والإملاء…
وهكذا نرى أن اللغة كل متكامل يتأثر كل فن من فنونها بالفنون الأخرى، وأن منهج اللغة العربية ليس غاية في ذاته، وإنما هو وسيلة لتحقيق غاية، وهي تعديل سلوك التلاميذ اللغوي من خلال تفاعلهم مع الخبرات والأنشطة اللغوية التي يحتويها المنهج؛ وقد حاول المؤلف في هذا الكتاب أن يسير وفق هذا المنهج فجاءت فصوله كالتالي: الفصل الأول: وقد تناول فيه المفهوم اللغة عموماً، وطبيعتها، ووظائفها، وضرورة تكاملها خلال عملية التعليم والتعلم، الفصل الثاني: وقد تناول فيه اللغة العربية: طبيعتها، وخصائصها؛ أما الفصل الثالث: فتحدث فيه عن فن الإستماع، من حيث طبيعته، وأهميته، وأهداف تدريسه ومهاراته، وأهم طرائق وأساليب تعليمه وتعلمه.
وعرض في الفصل الرابع: فن الكلام أو التحدث، من حيث طبيعته، وأهميته ووظائفه ومهاراته، وأهداف تدريسه، ومحتواه، وطرائق وأساليب تدريسه وتقويمه؛ كما خصص الفصل الخامس: فن القراءة، من حيث مفهومها، وعوامل تطور هذا المفهوم، وأنواع القراءة، وأهمية كل نوع، وأهداف تدريسه ومحتواه، وطرائق وأساليب تدريس القراءة للمبتدئين، ولغير المبتدئين، وطريقة تحضير الدرس، وخطوات السير فيه داخل حجرة الدراسة.
وتناول في الفصل السادس: المفهوم العام للأدب، ثم مفهوم الأدب في التصور الإسلامي، ومعايير هذا الأدب، ومشكلات تدريس الأدب، وأهداف تدريسه، وما يجب أن يكون عليه محتواه، وطرائق وأساليب تدريسه وتقويمه مع العناية بتحضير درس الأدب، وطريقة السير في الدرس داخل حجرة الدراسة.
وأما الفصل السابع: فقد تناول فيه أدب الأطفال، ومعايير جودته، ومشكلات هذا اللون من الأدب، وأنواعه، وأهداف تدريسه، ومحتواه، وطرائق وأساليب تدريسه وتقويمه؛ وتحدث في الفصل الثامن: فن الكتابة، موضحاً الفروق بين الكتابة أي التعبير التحريري وبين المهارات المساعدة على الكتابة، وهي مهارات التحرير العربي أي الإملاء وعلامات الترقيم والخط، ومحدداً أهداف تدريس كل منها، ومحتواه، وطرائق وأساليب تدريسه وتقويمه؛ وفي الفصل التاسع والأخير: تناول فيه موضوع ",النحو", أو علم صناعة الإعراب…