وصف الكتاب
يرى العديد من الباحثين الذين تابعوا العولمة بالدراسة والاستقصاء، متعاطفين معها أو مقاومين لها، أن هناك تناقضاً وتنافراً قويين بين الإسلام من جهة والعولمة من الجهة الثانية. وتفترض هذه الدراسة على عكس هذه الآراء، بأن هناك اتساقاً وتوافقاً بين عالمية الإسلام بوصفه دنيا مفتوحاً لجميع الأقوام (بغض النظر عن العرق واللون) وتجربة حضارية تاريخية وبين العولمة بمعناها العام الشمولي، وليس بمعناها المتعارف عليه والذي ينطوي على فكرة نظام عالمي جديد يشكل العالم بموجب رؤية غربية شمولية تعم هيمنتها عليه بواسطة اتساعه وأحياناً فرض أنساق اقتصادية وسياسية وتفكيرية وسلوكية على العالم.
وتأسيساً على هذه الفرضية يتسنى للمرء استخدام تعبير العولمة في سياق جدل هذه الدراسة، وعليه يحاول إثبات وجود عولمة إسلامية عبر التاريخ وفي جوهر عقائد الإسلام على سبيل التعرف على مسببات الاختلاف والتنافر الحقيقية التي تكمن خلف المواجهة الساخنة بين الإسلام والعولمة اليوم.
يرى العديد من الباحثين الذين تابعوا العولمة بالدراسة والاستقصاء، متعاطفين معها أو مقاومين لها، أن هناك تناقضاً وتنافراً قويين بين الإسلام من جهة والعولمة من الجهة الثانية. وتفترض هذه الدراسة على عكس هذه الآراء، بأن هناك اتساقاً وتوافقاً بين ",عالمية", الإسلام، بوصفه ديناً مفتوحاً لجميع الأقوام (بغض النظر عن العرق واللون) وتجربة حضارية تاريخية، وبين العولمة بمعناها العام الشمولي، وليس بمعناها المتعارف عليه والذي ينطوي على فكرة نظام عالمي جديد يشكل العالم بموجب رؤية غربية شمولية تعمم هيمنتها عليه بواسطة إشاعة و(أحياناً) فرض أنساق اقتصادية وسياسية وتفكيرية وسلوكية على العالم. وتأسيساً على هذه الفرضية يتسنى للمرء استخدام تعبير ",العولمة", في سياق جدل هذه الدراسة, وعليه، نحاول إثبات وجود عولمة إسلامية عبر التاريخ وفي جوهر عقائد الإسلام على سبيل التعرف على مسببات الاختلاف والتنافر الحقيقية التي تكمن خلف المواجهة الساخنة بين الإسلام والعولمة اليوم. إن تعبيرات الصراع بين الإسلام والعولمة عديدة ومتنوعة، وهي متاحة يومياً في ",أنباء الساعة", وفي خطابات ومواعظ ومقالات الإسلاميين وغيرهم، زد على ذلك أعمال العنف التي تنفجر هنا وهناك في مختلف أنحاء العالم للتعبير عن ",الرفض", الإسلامي لهذه الظاهرة الدولية الكاسحة. بل إن ما يزيد من ",التهاب", هذه المواجهة العجز عن الوصول إلى نقطة التقاء بين الإسلام والعولمة، برغم محاولات بعض الإسلاميين أو ",المعولمين", قطع نصف المسافة الفاصلة بينهما.