وصف الكتاب
إن موضوعة (الحضارة) كانت وما زالت ذا شأن لدى القراء والطلبة، والباحثين والمختصين، لأنها من الموضوعات ذات السمة العالية أو المرحلة المتطورة في الروح والمادة، في النظرة والعمل، في الأفكار (الإيديولوجيات) والتطبيقات الفعلية.
وما يحمله عقلاء الأمة، مفكرين وعلماء وساسة (خيراً)، وما تبنيه السواعد في العمارة والعمران على الأرض (سعادة)، هذه (الثنائية) الإعتبارية والمادية، هي التي تتشكل من خلالها النواة الحقيقية للحضارة الإنسانية.
وكان للأمة العربية حضارات عريقة وأصيلة ابتدأت ببدء الخليقة، وترعرعت وأثمرت عبر الحقب والعصور، وازدهرت في الإسلام بأطرها ومضامينها الجديدة (الحضارة العربية الإسلامية) والتي بلغت ذروتها في الخلافة العباسية ببغداد، والأموية بقرطبة، في الجوانب الروحية والسياسية، والنظم والتشريعات، في عمليات إبداعية وإبتكاريه، وتفاعليه مع حضارات الأمم الأخرى، (التأثير والتأثر) من خلال رؤى عربية إسلامية.
إن الدور الكبير الذي تركه العرب والإسلام في تاريخ الإنسانية أو العالمية يعد إنجازاً مهماً في القيم والأخلاق، والنظم والمفاهيم، والتشريع والقانون، والعلوم والفنون والآداب، والعمارة والعمران.
من هذا المنطلق ما جاء كتاب ",الحضارة العربية الإسلامية", والذي يهدف إلى تقديم ضرب من المعرفة بهذا الشأن للمهتمين كمقدمات لهم في الإستزادة والإستفاضة من مصادرها الأصلية، ومن الإضافات الجادة من مراجعها.
وقد تم تقسيم الكتاب إلى مجموعة من المفاصل (الفصول) الأساسية بإستثناء المقدمة، وثبت المصادر والمراجع، فكان الفصل الأول الذي حمل عنوان، (مفاهيم ومصطلحات حضارية)، أما الفصل الثاني (نظريات نشوء الحضارات)، كما تناول الفصل الثالث (المقصود بالحضارة العربية الإسلامية، وأهم الدعائم والمرتكزات التي قامت عليها).
أما الفصل الرابع (خصائص الحضارة العربية الإسلامية)، في حين تناول الفصل الخامس (أصول الحضارة العربية الإسلامية)، كما شمل الفصل السادس (التأثيرات الأجنبية لشعوب البلاد المفتوحة في أصول الحضارة العربية الإسلامية)، أما الفصل السابع، والذي كان عنوانه (النظم العربية الإسلامية)، أما الفصل الثامن (المظاهر الفكرية)، أما الفصل التاسع والأخير (مكانة الحضارة العربية الإسلامية في العالم)، كما اشتمل الكتاب على ملحق بأهم معالم الحضارة العربية الإسلامية، وكذلك ثبت بالمصادر والمراجع التي تناولت الحضارة العربية الإسلامية، مع ما اعتمده البحث في هوامشه من مصادر ومراجع.