وصف الكتاب
إن هذا الكتاب يشتمل على مقالات تتوزعها إهتمامات الأستاذ الطيباوي العربية الإسلامية ولا سيما الأدب والتربية والتاريخ.
ففي القدسيات يحدثك عن الإمام الغزالي الذي قصد دمشق ثم أمَّ القدس زاهداً متعبداً ناسكاً، وألّف في أثناء إقامته بالقدس الشريف ",الرسالة القدسية",، تلك الرسالة التي حققها الأستاذ الطيباوي وترجمها إلى الإنكليزية وعلّق عليها التعليقات المفيدة، بعد أن قدم لها بمقدمة وافية، ويصف لك في مقالته الثانية القدس وعلماؤها في القرن الثاني عشر الهجري من مخطوطة وقعت له لم تطبع بعد، ثم يكشف لك في مقالته الثالثة أخبار جمعية الآداب العربية في القدس، التي طمست أخبارها، وجهل مؤسسوها، وما قاموا به من نشاط.
وفي الإسلاميات يستعرض لك الأستاذ الطيباوي أقوال الفقهاء والعلماء في ترجمة القرآن الكريم على مرّ العصور، ويحدثك في مقالة صغيرة ثانية عن مكان الإمام الغزالي في التربية الإسلامية، وللطيباوي صلة وثيقة بالغزالي وآثاره وآرائه في التربية التي بثها في تضاعيف كتبه، وينتقل الطيباوي ليبين لك ما أصاب التربية الإسلامية بعد أن التقى الشرق المغلوب المقهور لقاء الضعف والإستكانة بالغرب الغالب القاهر، وكاد يستسلم لثقافته وحضارته ومنطلقاته، ثم يقف في مقالة رابعة وقف المحلّل للدور الذي نهض به الجامع الأزهر في تاريخ التربية الإسلامية، ويناقش من بعد موضوعاً له شأنه وخطره وهو الإسلام وتعليم المرأة ليخلص منه إلى أنه لا بد في كل نظام تعليمي من مجابهة ضرورتين: المحافظة على التراث، وتجديد ما يحتاج التجديد من القديم، وأن التجديد الذي أدخل في تعليم المرأة المسلمة هام وأساسي، وينقض إدعاء أولئك الذين ما زالوا يتهمون الإسلام بالجمود، ويختم هذا القسم بمقالي: حصار المدينة المنورة، والهداية في الإسلام.
ويعالج الأستاذ الطيباوي في القسم الثالث الخاص بتاريخ الأدب والنهضة العربية موضوعات فيها الجدة والطرافة، فهو لا يتقبل الأحكام الأدبية الموروثة التي تتناقلها الكتب، ويعود فيستقري النصوص والوثائق ليكشف عن حقائق جديدة، ويظهر وقائع قد خفيت، فإذا هو يصحح الأوهام والمزاعم التي طال تردادها حتى كادت تطمس وجه الحق، وقد أعانه على ذلك إطلاعه على جملة من السجلات والوثائق في وزارتي الخارجية البريطانية والفرنسية، وفي دار الوثائق التاريخية القومية بالقاهرة، وفي جمعيات إنكليزية وأمريكية وفرنسية.