حظي الخزف في تاريخ الفن الإسلامي بمكانة متميّزة، فانتشر إشعاعه في كل الأمصار الإسلاميّة تقريبا. ولقد كان للخزافين المسلمين الفضل في عديد الاكتشافات الفريدة خاصّة منها تقنية البريق المعدني منذ القرن التاسع للميلاد، إذ في أزمان مختلفة خلال فترات الحكم الأموي والعباسي والفاطمي والسلجوقي والصفوي والأيوبي والمغولي والعثماني والموحّدي والأندلسي... طوّروا أنواعا متعددة من تقنيات الانجاز والطّلاء في بغداد وسوس وسامراء والريّ وقاشان والفسطاط وإزنيك وقرطبة وغرناطة والقيروان وتونس وفاس وغيرها من المراكز التي ذاع صيتها في صناعة الخزف، فاشتهر مثلا خزف الألوان الثلاثة في سمرقند وتونس، واشتهر خزف إزنيك في تركيا باحتفائه بألوان جنانيّة وأسلوب زخرفي فريد، وتميز خزف الفسطاط وقاشان في مصر وإيران بالاستجادة في تقنيات الطّلاء ذي البريق المعدني، واشتهر خزف الألوان السبعة في إيران السلجوقية والزّليج في غرناطة وفاس. وتعدّ الخزفيّات المعروضة في مختلف متاحف العالم والمحفوظة في المجموعات والمقتنيات الخاصة فريدة ومتميّزة أقرأ أقل