وصف الكتاب
يحيي حقى.. عندما تلتقيه فى رواية أو قصة أو كتاب به حديث مرسل أو حتى فيلم على شاشة السينما مأخوذ من قصة له ستجده هو هو نفسه ذات ",الانسان", الذى يكتب بالمشاعر ويخشى أن يخدش القلم الورق من شدة رقته، رقة تنم عن ذوق وليس ضعيف، كلماته توضع كل منها فى مكانها لا تستطيع أن تنظر لها وتقول لو حذفنا هذه أو لو استبدلناها بكذا لكانت أفضل، وهو ذاته يحيى حقى الذى تستمتع بطعم كلماته عن الفن وتعيده فى محرابه مع هذا الكتاب، وهو فيه محدث بارع وأديب فنان يكتب لنا عن الموسيقى والتشكيل والعمارة بدون تكلف أو اصطناع، دون أن ينظر للجماهير من أعلى حين يحدثها عن الأوبرا أو فن التصوير أو ما شابه ذلك من فنون تعتبر بعيدة عن طبقات الشعب الكادحة والمتواضعة الثقافة بل تكاد تكون حكراً على المثقفين وصالوناتهم. جميل- كما اعتدناه- وهو يصف لنا الأوبرا و فنها وتاريخ دخوله إلى عالمها، يتحدث وهو الخبير بما يتحدث عنه، كواحد من الناس يلقى رأياً متواضعاً أو حين يعلق على الدعامة وقلة الذوق فى بعض السلوكيات التى تصطنع الذوق دون إحراج أو فظاظة، فهو حين ينقد القبح يدعو للذوق فقط باسلوبه فضلاً عن كلماته، إنه كتاب يدعو الجميع وليس الخاصة فقط للدخول فى محراب الفن.. يدعوهم لتذوق الجمال فى صفحة النيل والسماء الصافية وتمثال من تماثيل ",مختار", والتراث الشعبى حين يقدم بشكل حضارى يليق به.