وصف الكتاب
لم تعد العمارة في أيامنا هذه وفي بلدنا هذا حكراً على بعض المختصين الذين يعملون داخل مكاتبهم، تحجزهم عن الناس جدران وأوراق مدلاة ورسومات مثيرة عابقة بالخطوط والألوان وأكداس من المخططات الزرقاء تملأ الرفوف والمكاتب. فقد بدأت العمارة ومنذ سنوات، تثير في الناس التساؤلات عن الطرق الفضلى في تحقيق المسكن الأفضل سواء كان ذلك بدافع مادي تجاري أو للحصول على مظهر جميل من الداخل والخارج، تتحقق فيه رؤيا الساكن وفلسفته. وقد تجلى ذلك في الكثير من الجدل الدائر والمحاضرات العامة التي توجت أخيراً بتوصيات وتوجهات على مستوى الدولة.
والهدف الكامن خلف ترجمة هذا الكتاب هو تقديم الفائدة للمتخصصين أو للطلاب أو حتى المهتمين من غير المتخصصين لتعريفهم بما تعنيه العمارة للمعماري وما يمكن أن تثيره فصول هذا الكتاب من نواح جديرة بالاهتمام حين الحكم على مبنى ما من مختلف جوانبه، بما يساعد على جعل الصورة أكمل والعمل أشمل أمام المهتمين، مما يؤدي على نتائج فضلى، ذلك أن ميول الناس تبقى مادة العمل المعماري المؤثرة. هذا بالإضافة إلى الدور الكبير الذي يلعبه غير المعماريين في القرار المعماري. ولهذا فإن ما حفز عماد الكيالي على اختيار هذا الكتاب وترجمته هو سهولة اتصاله بالعامة وسلاسة أسلوبه من جهة وحساسية تعابيره وشفافيتها من جهة أخرى.
وإذا ما قمنا باستعراض فصول هذا الكتاب العشرة فإننا سنجد بعد التقديم أن الفصل الأول يتحدث عن قضايا وملاحظات أساسية للفت النظر إليها قبل الخوض في المواد الأكثر عمقاً كالحديث عن الفراغ (التجويف) والكتلة (الجسم) وتكويناتهما وذلك في الفصلين الثاني والثالث، حيث يستعرض الفترات التي ساد فيها إنشاء الكتل وتلك التي سيطرت فيها اتجاهات التركيز على الفراغ.
أما في الفصل الرابع فيستعرض الأساليب التي تعاملت مع العمارة كمستويات ملونة. ثم يخوض في فصليه الخامس والسادس في قضايا المقياس والنسب واٌلإيقاع في العمارة، حيث يستعرض أشهر النظريات التي عالجت موضوع المقياس والنسب مروراً بالنسبة الذهنية، ودافنشي ولوكوربوزييه. بعد ذلك يعقد مقارنة ما بين العمارة والموسيقى، ويظهر التأثير الإيقاعي للعناصر المعمارية.
ثم يستعرض في فصوله الثلاثة اللاحقة التأثيرات اللمسية في العمارة وتفاعلها مع المواد، كما يفصل علاقة الضوء الطبيعي بالعمارة، ويربط ذلك بالحديث السابق عن الملمس واللاحق عن اللون والعمارة. وأخيراً: هل يمكننا سماع العمارة؟... هذا ما سيجيب عنه الفصل العاشر والأخير من هذا الكتاب.
بعد إبتكار الكتابة على أرض وادي الرافدين دوِّنت اللغتان السومرية والأكدية بالخط المسماري، ومنذ أن حلت رموز هذا الخط في منتصف القرن التاسع عشر والصعوبات تكتنف دراسة هاتين اللغتين القديمتين، فقد انصبت الجهود على قراءة النصوص مع إهتمام أقل بقواعد كلتا اللغتين وفقههما وتكلؤ في إعداد القواميس، خصوصاً للمفردات السومرية.
وافتقر تدريس اللغتين السومرية والأكدية إلى مناهج طويلة الأمد ومتكاملة للوصول إلى تطوير قراءة نصوصهما والتوسع في شرحها لغوياً.
ويأتي كتاب ",اللغتان السومرية والأكدية؛ قواعد – نصوص – مفردات", لتقديم منهج جديد وشامل في دراسة كل من اللغتين السومرية والأكدية.
يوازن هذا المنهج فيما بين القواعد والنصوص والمفردات مع توجيه إهتمام خاص للتعقيبات اللغوية على كل نص من نصوص هاتين اللغتين التي يتضمنها الكتاب، وهي نصوص اختيرت بعناية من عصور ومواضيع مختلفة وبأشكال متغايرة لعلاماتها المسمارية.